أكد مصدر في الحكومة الشرعية أن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ألمح باحتمال توجهه إلى مجلس الأمن الدولي، لإصدار قرار يدين جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، على خلفية إعلانهم تشكيل الحكومة مؤخرا، مشيرا إلى أن مقربين من المسؤول الدولي أشاروا إلى استيائه الشديد من الخطوة التي أقدم عليها طرفا الانقلاب، وأنها تعني عمليا الحكم على مهمته بالفشل. وقال المصدر – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – في تصريح إلى "الوطن" أن ولد الشيخ أجرى محادثات هاتفية مطولة مع قادة في الجماعة الانقلابية، حذرهم فيها من مغبة الخطوة الأحادية التي أقدموا عليها، وهدد بتحميلهم مسؤولية إفشال محاولات التوصل إلى حل دائم للأزمة اليمنية، وأنه سوف يبلغ مجلس الأمن الدولي، بكل وضوح، بهذه التطورات ويدعو إلى إصدار قرار بإدانتها. مشيرا إلى أنه لو أقدم ولد الشيخ على هذه الخطوة، فلن يتردد المجلس في اتخاذ قرار بالتدخل في اليمن وتنفيذ القرار 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع الذي يجيز الاستخدام التلقائي للقوة. تحديد المسؤولية أضاف المصدر أن الرئيس عبدربه منصور هادي، دعا ولد الشيخ إلى التعامل بوضوح مع هذه التطورات، وتحديد الطرف المتسبب في عرقلة محاولات التسوية، رغم التنازلات العديدة التي قدمتها الحكومة الشرعية، والتي لم تقابلها الميليشيات إلا بالمزيد من التعنت. وكان هادي قد انتقد في كلمته بمناسبة يوم الاستقلال، أول من أمس، المجتمع الدولي على خلفية "التساهل مع الانقلابيين، والتقاعس عن مواجهتهم، حسبما يقتضيه القانون الدولي"، مشيرا إلى أن ما يقوم به الانقلابيون في الوقت الحالي من ممارسات عدوانية على الشعب اليمني وتهديد لدول الجوار وعلى حركة الملاحة الدولية، سوف يدفع العالم ثمنه قريبا، إذا لم تتحرك مؤسساته الدولية، وتسارع إلى وضع حل للأزمة في اليمن. إلى ذلك، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، أمس، عدن متجها إلى الرياض، بعد لقائه الرئيس هادي الذي سلمه رد حكومته على خطة السلام . وصرح ولد الشيخ قبل مغادرته عدن قائلا "لن يكون هناك حل في اليمن إلا بمشاركة الشرعية ممثلة في الرئيس والحكومة". ضيق الأفق السياسي توقع الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة الحديدة، نبيل الشرجبي، أن تتصاعد الأحداث في اليمن خلال الفترة القليلة المقبلة بوتيرة أسرع، مشيرا إلى أنه لم يعد أمام الحكومة الشرعية من حل سوى تسريع الجهد العسكري لهزيمة الانقلابيين، واستعادة الشرعية. مشيرا إلى أن إعلان الانقلابيين لحكومتهم يكشف مساعيهم الرامية لفصل اليمن إلى دولتين، مطالبا الحكومة والتحالف العربي بسرعة التحرك، قبل أن تتحول حكومة الانقلاب إلى أمر واقع. وأضاف الشرجبي أن ضيق الأفق السياسي لطرفي التمرد دفعهم إلى هذه الخطوة التي ستضع حدا لانقلابهم، حسب قوله، لأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه التصرفات، لأن كافة قرارات مجلس الأمن الدولي أكدت على وحدة اليمن، ومن غير المتوقع أن يقبل المجتمع الدولي بخطوات الانفصال.