نظم عشرات الآلاف من مؤيدي الحكومة الشرعية في اليمن، تظاهرات حاشدة في ساحة العروض بمحافظة عدن، للتعبير عن رفضهم لمبادرة السلام الأخيرة التي تقدم بها، المبعوث الاممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ. وأكد المتظاهرون، أن مبادرة ولد الشيخ تمنح مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، شرعية لانقلابهم على السلطة الشرعية في البلاد. وجاءت تظاهرات اليوم، التي شارك فيها مسؤولي محافظة عدن، إضافة إلى قيادات سياسية وحزبية تزامنًا مع وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء في زيارة جديدة يلتقي خلالها قيادة الإنقلاب. وأعلن المتظاهرون، وفقًا لبيان صادر عن التظاهرة تأييدهم الكامل للشرعية الدستورية في اليمن ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، رافعين شعارات تعبر عن رفضهم للمبادرة الأممية لحل الأزمة اليمنية وإحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن التي تقدم بها إلى مجلس الأمن في جلسته المنعقدة الإثنين الماضي والتي تضمنت، تأكيده أن المحافظاتالجنوبية المحررة من مليشيا الإنقلاب، خاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية المتطرفة. وقال البيان " إن المبادرة الأممية وإحاطة ولد الشيخ، مثلت صفعة قوية لجهود إحلال السلام في اليمن وتجاوزت قرار مجلس الأمن رقم 2216 وما تضمنه من التزامات لإنهاء الإنقلاب وعودة الحكومة الشرعية الى موقعها الطبيعي في رسم مسيرة الأمن والسلام والتنمية في البلاد. وأعرب البيان عن أسفه لادعاءات المبعوث الأممي في إحاطته أن الجنوب واقع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية .. لافتاً الانتباه إلى أن هذه الادعاءات جاءت متماهية ومتماشية مع الخطاب السياسي والإعلامي لميليشيا الحوثي وصالح الإنقلابية التي تمكنت من نقل قناعاتها لتصبح هي قناعة المبعوث الأممي. وأستغرب البيان " تجاهل المبعوث الأممي في إحاطته حقيقة أن الجماعات الإرهابية التي تم هزيمتها في المحافظات المحررة وطردها شر طرده لم تكن سوى الخلايا النائمة لصالح وحلفاءه يحركها وقتما يشاء وكيفما يشاء قبل أن تلقى هزيمتها الساحقة على أيدي الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة". وأكد البيان أن " التمسك الصريح بالمؤسسة الشرعية يأتي حماية لآخر حامل شرعي إقليمياً ودولياً يوحد المواطنين ويمنع انزلاق الصراع نحو حافة الهاوية ويعزز الأمن والإستقرار في المنطقة ويجسد معادلة النصر التاريخية الكبرى بين الشرعية السياسية والمقاومة والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي سينتج عنها معادلة الأمن والاستقرار لمصالح الشعوب في المنطقة والعالم ". وأعرب المتظاهرون عن شكرهم وتقديرهم لقادة التحالف العربي لدورهم الكبير في دعم الشرعية الدستورية في اليمن مثمنين الدور الكبير الذي تقوم به دول التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن .. مؤكدين في ذات الوقت أن قرار عاصفة الحزم قرار تاريخي وشجاع للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة. ودان المتظاهرون استهداف الميليشيات الإنقلابية المتمردة لأراضي المملكة العربية السعودية (مكةالمكرمة) واستهداف سفينة المساعدات الإماراتية في المياه الدولية، مشددين على وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب الاشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفيما دعا المتظاهرون المحتجون في بيانهم، المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك لإيقاف تدخلات إيران في اليمن ودعمها للميليشيات المتمردة التي أصبحت تمثل خطراً على الملاحة الدولية.. طالبوا الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بمحاكمة الحوثي وصالح وأعوانهم تحت البند السابق وفق القرار 2216 لارتكابهم جرائم حرب. وعلى صعيد القضية الجنوبية، أكد البيان أن " قضية الجنتوب سياسية بامتياز وتمثل مفتاح الحل للأزمة اليمنية وأن أي حل يتجاوز الإرادة الشعبية الجنوبية لن يكون مقبولاً ولن ينتج سلاماً ليس في اليمن فحسب بل وفي المنطقة والعالم وهو ما ينبغي أن يضعه المجتمع الدولي نصب عينيه عند صياغته لأي حلول خاصة بالأزمة في اليمن". وشهدت محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، تظاهرات مماثلة، أكدت رفضها لخارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي لإنهاء النزاع في البلاد، وتأييدهم للسلطات الشرعية في اليمن، والحرب التي تشنها ضد الانقلابين من أجل استعادة الدولة.