أكد باحث سعودي متخصص في دراسة "أصول النخيل"، أن الموطن الأصلي لزراعة صنف تمور "البرني" الذي أشاد به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة، هو "هجر" التي هي نفسها واحة الأحساء، وأن الأحاديث النبوية الصحيحة عند علماء المسلمين تؤكد على ذلك، نافيا مزاعم ما تردد أخيرا أن أصول زراعة "البرني" تعود إلى أي منطقة داخل وخارج المملكة. بحث موسع أبان الباحث في "أصول النخيل"، مدير مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور "كاكد" التابعة لأمانة الأحساء المهندس محمد السماعيل ل"الوطن"، أنه يعكف حاليا على إجراء بحث علمي موسع لتحديد أصول مجموعة من أصناف التمور في المملكة، واستطاع جمع مجموعة من المخطوطات التي تثبت الموطن الأصلي لبعض الأصناف، لافتا إلى أنه فرغ أخيرا من تحديد الموطن الأصلي لتمور "البرني" بالشواهد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بيد أن تلك الشواهد اختلفت في تحديد استبدال مسماه من "البرني" إلى صنفين حاليين هما: "الخلاص" أو "الرزيز".
تمور الأحساء كان باعة ومزارعو أشجار النخيل في واحة الأحساء شرعوا أخيرا في إعادة إطلاق مسمى "برني" على "تمور" واحة الأحساء، وذلك امتثالا إلى المسمى "السابق" لتمور الأحساء التي كانت معروفة بمصطلح "برني" منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك استنادا إلى الحديث الصحيح "خير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه" في خطوةٍ لتسويق التمور الأحسائية إلى دول العالم الإسلامي، والاقتداء في ذلك بالهدي النبوي عليه الصلاة والسلام، متوقعين أن التسمية الجديدة سيكون لها دور كبير في تسويق تمور الأحساء بشكل أكبر على مستوى العالم الإسلامي. خير تمراتكم أضاف الباحث أن الأحاديث النبوية الواردة التي تؤكد ذلك هي حديث خير تمراتكم البرني يخرج الداء ولا داء فيه، وهو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير تمراتكم البرني يخرج الداء ولا داء فيه". وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن وفد عبدالقيس من أهل هجر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما هم قعود عنده إذ أقبل عليهم فقال: لهم تمرة تدعونها كذا وتمرة تدعونها كذا حتى عد ألوان تمراتهم أجمع فقال له رجل من القوم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لو كنت ولدت في جوف هجر ما كنت بأعلم منك الساعة أشهد أنك رسول الله فقال: "إن أرضكم رفعت لي منذ قعدتم إلي فنظرت من أدناها إلى أقصاها فخير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه". أخرجه الحاكم في المستدرك. وقال المناوي رحمه الله "خير تمركم وفي رواية ثمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه"، أي فهو خير من غيره من الأنواع، وإن كان التمر كله خيرا.