عندما زار الرحالة الدنماركي «باركلي رونكيير» قبل 100 عام وأكثر الأحساء قادماً من شمال المملكة وكانت رحلته على جمل بدءاً من العراق ومروراً بالكويت ووصولاً إلى المملكة فوثق رحلته وأشار بإعجاب كبير لطبيعة وجمال الأحساء وما تزخر به من ينابيع ونخيل (الصورة).. وحكاية نخيل الأحساء حكاية تروى. بدءاً بتمر (هجر) الأحساء الذي وصل لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. ومروراً بكونه غذاء مهم للجنود المسلمين الذي ساهموا في نشر الإسلام في مختلف البقاع. فكان تمر الأحساء مطلوباً . فتحمله قوافل الجمال من شرق المملكة إلى العاصمة الإسلامية المدينةالمنورة.. ودارسو التاريخ يعرفون جيداً أن أصل»الكنعانيين» هو منطقة «الجرها» الواقعة في أرض العقير بالقرب من البحر.. وعندما هاجروا إلى شمال الجزيرةوبالتحديد إلى فلسطين. نقلوا معهم فسائل النخيل.. فكانت النخيل الموجودة في أريحا والمدن الفلسطينية الأخرى أصلها من «الجزيرة» وبالتحديد (هجر) ونقل الفينيقيين أحفاد الكنعانيين فسائل النخيل إلى العديد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط. ليبيا تونسالجزائر ووصولاً إلى المغرب... وهكذا انتشرت نخيل الأحساء إلى مختلف الأرجاء في الداخل والخارج. والشيء المثير للدهشة هو أن بعض أنواع التمور الحساوية أثبتت نجاحاً وتميزاً في مناطق ودول أخرى فزراعة نخلة «الخلاص» أشهر وأفضل أنواع تمور الأحساء نجحت زراعته وإنتاجه في القصيم والخرج وحتى الإمارات. وفي أكشاك بيع التذكارات حول برج إيفل. اشتريت تمراً (إسرائيليا) وعندما أخبرت السيدة التي تبيعه ضمن أشياء كثيرة. أن أصل هذا التمر هو»سعودي» فقالت بالتأكيد . لكننا نستورده من إسرائيل. فمزارع منطقة أريحا والأغوار وقطاع غزة لا سيما في مدينتي: دير البلح. وخان يونس.. وأضافت السيدة : لدينا تمر جزائري وتونسي أيضاً.. هذا وتنتشر بساتين النخيل في الأحساء لتشكل أكبر واحة للنخيل في العالم ويبلغ عدد أشجار النخيل أكثر من 2 مليوني نخلة تتضاعف ولله الحمد سنوياً مع انتشار المساحات المزروعة بالنخيل وهناك مزارع كبيرة جداً تتبع أسر معروفة وشهيرة. ويوجد بالأحساء مصنع كبير للتمور يتيع هيئة الري والصرف ومن خلال تقوم الدولة بشراء بعض أنواع التمور من المزارعين بأسعار تشجيعية وتقوم بالتالي ومن ضمن مساعدة المملكة للدول بمنحها كميات من التمور من إنتاج هذا لمصنع.. وتتوافر في الأحساء مئات المصانع الكبيرة والصغية وهي تتبع القطاع الخاص شركات ومؤسسات وأفراد.. وتحظى تمور الأحساء بإقبال كبير عليها من قبل المواطنين والمقيمين في الداخل والخارج وعلى الأخص دول الخليج.. ويتضاعف الإقبال عى شراء التمور خلال موسم «الصرام» الحصاد وعلى الأخص هذه الأيام مع (إطلالة الشهر الكريم.). والحديث عن تمور الأحساء يطول وسوف نتناول جوانب أخرى عنها في إطلالات قادمة بمشيئة الله؟!