توفي، أمس، الرئيس الكوبي السابق، فيدل كاسترو، عن 90 عاماً. وأطل الرئيس الحالي راؤول كاسترو، على شاشة التليفزيون ليعلن وفاة شقيقه كاسترو، الذي عانى من مرض عضال في عام 2006، دفعه إلى التخلي عن الحكم لشقيقه الأصغر عام 2008. وانتزع كاسترو السلطة في ثورة 1959، وحكم كوبا 49 عاماً، بقبضة حديدية، فأقام دولة الحزب الواحد، وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة. وقام بإلغاء الرأسمالية، وحظي بشعبية واسعة بعد أن جعل المدارس والمستشفيات في متناول الفقراء، إلا أنه قام في المقابل بنفي أعداد كبيرة من معارضيه إلى الولاياتالمتحدة. تعرض كاسترو للعديد من محاولات الاغتيال، دبرتها أجهزة الاستخبارات الأميركية، بلغت 15 محاولة، نجا منها جميعا، رغم تعدد أساليبها، إلا أن الحظ كان يخدمه على الدوام، وكانت أولى المحاولات بعد عام ونصف العام من استلامه مقاليد الحكم، عبر تفخيخ عدد من لفائف السيجار التي تشتهر بها كوبا، وأدمن كاسترو على تدخينها، إلا أن الرئيس الكوبي قدمها هدية – دون أن يدري لأحد زواره، مما دعا الاستخبارات الأميركية إلى التحرك سريعا واستلام السيجار الملغوم. وتكررت نفس المحاولة بنفس الطريقة عام 1966، إلا أن مصيرها كان كسابقتها، حيث اكتشفت المخابرات الكوبية المخطط، واعتقلت خمسة من الضالعين فيه. كما تعرض كاسترو لمحاولات هز صورته أمام الرأي العام، حيث قام عناصر تابعون للمخابرات الأميركية بحشو لفائف سيجار بمادة BZ المسببة للهلوسة عند أول استنشاق، ليبدو في مؤتمر صحفي دولي كان سيعقده بهافانا في مظهر غير لائق. ومحاولة أخرى لإصابته بمادة كيماوية تتسبب في تساقط سريع للشعر عند انتشارها من القدمين إلى بقية الأعضاء، للاستهزاء من مظهره، إلى جانب محاولات أخرى متعددة لاغتياله، فشلت جميعها بصورة مذهلة.