احتفل آلاف الكوبيين بطول طريق ماليكون الساحلي في هافانا حتى الساعات الأولى من صباح اليوم (السبت) بعيد ميلاد زعيم كوبا المتقاعد فيدل كاسترو الذي بلغ ال90 عاماً، بينما أضاءت عاصفة رعدية على مبعدة سماء الليل. وحين دقت الساعة معلنة انتصاف الليل، عزفت فرقة في ساحة «أنتي إمبرياليست تريبيون»، والواقعة أمام السفارة الأميركية التي افتُتحت أخيراً، أغنية «عيد ميلاد سعيد» احتفاءً بالزعيم الثوري اليساري، بينما انطلقت الألعاب النارية على الضفة الأخرى. وانتشرت قوارب ملونة تحمل راقصين وفرق موسيقى ال«صالصا» بطول كيلومترات من المجرى المائي الذي يطل عليه طريق ماليكون في وقت تزامن «كرنفال هافانا» السنوي هذا العام مع الاحتفال بمولد كاسترو. وجرت الاستعدادات على قدم وساق في كوبا هذا الشهر لتكريم «القائد» الذي قاد ثورة العام 1959، وأقام دولة شيوعية على أعتاب الولاياتالمتحدة ونجا كما يُقال من مئات من محاولات الاغتيال. وتراوحت الاحتفالات بالمناسبة من أحداث تقليدية مثل نشر صور تُبرز لقطات من حياته إلى مظاهر غريبة مثل صنع سيجار طوله 90 متراً ليكون أطول سيجار في العالم. وفي حين يلقى كاسترو انتقاد كثير من أبناء كوبا بسبب تقييد الحريات الشخصية وفرض اقتصاد موجه على غرار الاقتصاد السوفيتي، يشيد به آخرون لتحرير كوبا من الهيمنة الأميركية وتوفيرها الرعاية الصحية والتعليم. وسلم كاسترو مقاليد الحكم في العام 2008 إلى أخيه الأصغر راؤول بسبب مرض أصابه في الأمعاء وكاد أن يفتك به، لكنه ظل محتفظا بلقب «الزعيم الأسطوري». ومنذ ذلك الحين، لم يعد فيدل يظهر على الملأ سوى في ما ندر وازداد شحوباً وبات يرتدي الملابس الرياضية المريحة بدلاً من الزي العسكري الزيتوني الذي اعتاد الظهور به.