أشار الكاتب "جون ييما"، في مقالة له نشرتها صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية، مستعينا بتحليل لدراسات رصدها الباحث الاجتماعي آرثر بروكس، الذي يرأس معهد "أميركان إنتربرايز"، إلى أن العطاء (الزكاة) يتجاوز الثقافات والقارات، وما نسميه عطاء موجود في أصل الثقافات الإنسانية، ويأتي بمسميات مختلفة، لكن هدفها واحد في النهاية، وذكر أن العطاء لا يقتصر على المؤمنين فحسب، بل يتعداهم إلى مجتمعات علمانية نسبيا، ويتزايد في جميع أنحاء العالم. عالم أكثر سعادة يقول "ييما" على الرغم من أن العطاء أو الزكاة أو الصدقة، يمكن أن تكون وسيلة للتكفير عن ذنب، أو تزكية للنفس، فهي إيثار نقي من التعاطف مع المحتاجين، ومن أعظم الأحاديث الإسلامية، قول الرسول - صلى الله عليه وسلم "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، وأيا كان دافع ونوعية العمل الخيري، فإن جزاءه يتضاعف عندما تمنحه للمحتاج، وبالطبع فإن العالم سيكون أكثر سعادة من خلال العطاء لتحسين حياة المحتاجين وتطوير نوعية معيشة المجتمعات الفقيرة، ويرى الكاتب أنه من الأفضل أن يكون التبرع في أجزاء على طول العام. من تحليل بروكس - الناس الذين يميلون إلى أن تكون لديهم عادات صحية، وانسجام عائلي، وعلاقات طيبة مع الجيران وزملاء العمل، سيجدون في النهاية أن نجاحهم في تحقيق ذلك يعود إلى عطائهم السخي ومساهمتهم الفاعلة في عمل الخير، الذي هو أحد العوامل التي تقاس بها كيفية أن يكون الإنسان ناجحا - العطاء يشمل: التبرع بالمال للمؤسسات الخيرية، وخدمة الآخرين، والتبرع بالدم، وهو عمل يجلب السعادة الروحية والمادية للمتبرع - 43 % من الناس الذين يتبرعون للأعمال الخيرية هم أكثر سعادة من الأشخاص الذين لا يتبرعون ويدعَّون أنهم سعداء للغاية - الأشخاص الذين يتبرعون بدمهم فهم يشعرون بأضعاف سعادة غير المتبرعين الذين يقولون إنهم سعداء جدا - تشير الدراسات إلى أنه عندما يتبرع الإنسان بسخاء، فإنه يشعر بانخفاض مستوى ضغطه وإجهاده - التبرع للأعمال الخيرية يجلب السعادة، والسعادة تجلب النجاح - الذين يتبرعون يؤدون وظائفهم دون ضغط أو إجهاد هم غالبا ما يكونون أكثر إنتاجاً ونجاحا