مع استعادة ملاعب دوري جميل للمحترفين نشاطها هذا المساء وتأهب 14 فريقا لمعاودة الركض مجددا بطموحات متجددة، لم تخل الجولات ال8 السابقة، التي شكلت ثلث مشوار السباق نحو اللقب، من أحداث إيجابية أثارت فضول المتابعين وأخذت حيزا من نقاشاتهم خلال فترة توقف دامت 15 يوما، فرضتها مشاركة المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم. محاكاة "البريميرليج" تبادلت 3 فرق قمة ترتيب المسابقة، الأهلي "الجولتان 1و2"، الهلال "6" والاتحاد المتصدر الحالي "7،5،4،3 و8"، وعلى طريقة إثارة "البريميرليج" الإنجليزي، لم يسلم أي فريق من تجرع الخسارة، وتضاؤل الفارق النقطي بين خماسي القسم الأعلى يضع مواقعهم تحت تهديد التراجع مع تعثر واحد فقط، حيث لا يفصل بين خامس الترتيب الأهلي وأوله الاتحاد سوى 3 نقاط، وبينهما ثلاثي العاصمة الهلال، النصر والشباب، وهو ما غاب تماما خلال مواسم سابقة.
حضور لافت في وقت وقع الفتح، صاحب التجربة الطويلة في دوري المحترفين وأحد أبطاله السابقين، في فخ السلبية "5 خسائر"، ثبت القادمان الجديدان الاتفاق والباطن أقدامهما سريعا بين الكبار، ونجح الأول سريعا مرتكزا على إرثه الكروي العريق في تجاوز عثرة البداية القاسية أمام الأهلي وعاد ليحصد نقاط منافسين ثقيلين فنيا هما النصر والهلال، كما أن الباطن نجح بامتياز في موسمه الأول حتى الآن، متقدما على فرق تفوقه فنيا وتتجاوزه تجربة، كالفيصلي والتعاون والقادسية والخليج.
تجاوز أزمة نتيجة لظروف قاسية ماليا وإداريا عاشها ناديهم طوال الصيف الماضي، لم يكن أكثر الاتحاديين تفاؤلا ينتظر رؤية فريقه متربعا على قمة دوري المحترفين، إلا أن 8 جولات أظهرت روحا اتحادية غائبة، استرد معها شيئا من بريقه المفقود منذ مواسم ليست بالقصيرة، وبات أحد المرشحين بقوة للمنافسة على اللقب، بفضل أداء لاعبيه الثابت وتميز مدربه في توظيف إمكاناتهم، دون إغفال تألق بعض الأسماء المحلية بجانب عناصر أجنبية قدمت إضافة فنية افتقدها الفريق سابقا.
قلب طاولة رغم ندرة تواجدهم في قائمة الهدافين خلال مواسم سابقة، يمكن القول الآن بأن المهاجمين المحليين استعادوا شيئا من بريقهم السابق، بتواجد الثلاثي "فهد المولد، مختار فلاتة وناصر الشمراني" بين ال5 الأوائل، وهو مشهد غاب تماما منذ موسمين هيمنت خلالهما الأسماء الأجنبية، وتكشف إحصائية جميل حتى الآن تسجيل المحليين إجمالا "50.66%" من مجموع الأهداف أمام نظرائهم الأجانب "49.34%"، بيد أن هذا التفوق وإن بدا نسبيا، يمثل تغييرا إيجابيا ملموسا.
درس استقرار مع تعثر فريقيها مبكرا، تعالت أصوات شبابية ونصراوية مطالبة برأسي مدربيهما، إلا أن إدارتي الناديين لم ترضخا وتمسكتا بالوطني سامي الجابر والكرواتي زوران ماميتش، بحثا عن الاستقرار الفني، جاء ثمنه انتصارات متتالية حققها الفريقان أمام منافسيهما خلال الجولات الثلاث الأخيرة، قفزت بهما إلى مركزين متقدمين جدا في الترتيب.
مفاجآت سارة كثيرا ما أجبرت كرة القدم المدربين على التخلي عن قناعات معينة واللجوء لخيارات لم تكن في حساباتهم، وحارس الأهلي الشاب أحمد الرحيلي "22 عاما"، مع طلته الأولى في عرين حامل اللقب بدد تماما مخاوف جماهيره بعد إصابة ياسر المسيليم، في المقابل كانت جرأة، مدرب الاتحاد التشيلي "خوسيه باندو سييرا" حديث المتابعين، باعتماده على عمر المزيعل وسلطان مندش في أكثر من مناسبة، كما اكتسب الشبابي عبدالله الفهد ثقة مدربه كعنصر أساسي بعد موسم سابق لم يسجل خلاله أي دقيقة لعب.
تعاقدات مؤثرة يمثل نجاح استقطاب العناصر الأجنبية الهاجس الأكبر لكافة إدارات الأندية وأجهزتها الفنية، وهي حقيقة ثابتة أكدها حصاد فرق كثيرة في مواسم ماضية، وبالتأكيد لم تختلف أهميتها هذه المرة، مجسدة في حضور الاتحاد "المصري كهربا والكويتي الأنصاري" والنصر "الباراجوياني إيالا والكرواتي توميتشاك" والشباب "البرازيلي فرنانديز"، أسهموا بفاعلية بجانب بعض أسماء أخرى سابقة كالسومة وبن يطو، في وضع فرقهم على المسار الصحيح نحو المنافسة على اللقب. معادلة الوطنيين جاء تجديد القادسية الثقة بمدربهم حمد الدوسري وتعاقد الشبابيين مع سامي الجابر، بمثابة خطوة أولى لتواجد أكبر للمدربين الوطنيين في دوري المحترفين، بيد أن هذا التفاؤل لم يستمر طويلا بلجوء القادسية للبرازيلي "أنجوس" والاستغناء عن خدمات الدوسري بعد الجولة 7، ومع بقاء الجابر وحيدا بث تعاقد إدارة الباطن مع خالد القروني الأمل من جديد في الاستعانة بأسماء وطنية أخرى تقود فرق جميل، بوجود قائمة مؤهلين كثر للقيام بهذه المهمة.
3 فرق تبادلت صدارة الدوري إدارتا الشباب والنصر فضلتا الاستقرار الفني ضيفا جميل الاتفاق والباطن حضرا بشكل لافت خلال 8 جولات مغامرات المدربين باللاعبين الشباب كانت مفاجآت سارة عودة الروح الغائبة أعادت شيئا من بريق الاتحاد عدد من اللاعبين الأجانب الجدد قدموا أنفسهم بشكل جيد اللاعبون المحليون تفوقوا على الأجانب تهديفيا تعاقد الباطن مع القروني ثبت حضور المدرب الوطني