مرت أربع جولات من دوري جميل، وفيها رُسمت العديد من علامات التعجب، خاصة حول المستويات الفنية للفرق التي كنا نتوقع بأنها ستبدأ بشكل أفضل من المواسم السابقة وتجعل من تلك المواسم عبرة لها، ولكن الخذلان كان هو العنوان الرئيسي لكل من يتمنى رؤية الكرة السعودية وأنديتها في أجمل حلة لها، واصطدمت أحلام الجماهير وأمانيها بالواقع المر. الأهلي بطل ثنائية الموسم الماضي، والذي وجد كل الثناء على ما قدمه في ذلك الموسم، بدأ هذا الموسم ضعيفاً ولم يكن وفق تطلعات محبيه، حيث يحل في المركز الخامس بأربع نقاط بعد أن فاز في مباراتين وخسر مباراة وتعادل في أخرى، ولم يقدم في الأربع جولات الماضية المستوى المقنع، وبناء على ذلك قرر المسؤولون عن النادي إقالة مدرب الفريق قوميز والذي للأمانة لا يمكن الحكم عليه بشكل قاطع، فالأهلي منذ نهاية الموسم الماضي وهو يعج بالاستقالات والمشاكل الإدارية، فبعد رحيل نجم دفاعه أسامة هوساوي قدم المشرف عليه استقالته، ومن ثم تبعه نائب الرئيس ولحق بهم مؤخراً الرئيس الذهبي للنادي مساعد الزويهري، ولذلك قلنا إنه من الصعب القطع بفشل قوميز مع الفريق الأخضر لأنه جاء في وقت غير مناسب. الهلال وصيف بطل الموسم الماضي، هو الآخر يعاني من مستواه الفني، ولعل في إقالة مدربه ماتوساس خير دليل على أن الفريق كان يسير في طريق غير صحيح، فما قدمه الهلال في الجولات الماضية لا يمكن أن يكون هو الهلال الذي كان جميع محبيه ينتظرونه، فالفريق الذي يملك تسع نقاط بعد أن فاز في ثلاث مباريات وخسر مباراة الاتفاق، كان مستواه الفني دون الطموح، خاصة وأن جماهيره كانت تتوقع بأن يكون الهلال في أفضل حالاته بناء على التعاقدات الجيدة، ولكن هذا التوقع لم يكن في محله مع ماتوساس الذي كاد أن يقود فريقه للهاوية بسبب قناعات فنية لا يمكن فهمها، ولكن الإدارة الهلالية لم تكابر وتصر على استمراره كما فعلت مع دونيس، وأقالته في الوقت المناسب، والآن ينتظر محبو الأزرق التعاقد مع مدرب يكون بقدر وقيمة فريق يطمح لتحقيق بطولتي الدوري وكأس آسيا. الشباب الذي يحتل هذا الموسم المركز الثامن، مر بعدة مراحل مع مدربه سامي الجابر، فالمرحلة الأولى كانت في الجولتين الأولى والثانية، وفي هاتين الجولتين لم يقدم الشباب نفسه كما ينبغي لدرجة أنه تعادل مع فريق القادسية في الجولة الأولى، وخسر من الفريق الصاعد للتو "الباطن" في الجولة الثانية، ولكن مع تسجيله للاعبين الأجانب استعاد شيئا من بريقه، وفاز على الأهلي في الجولة الثالثة بثلاثية كانت فيها روح اللاعبين طاغية بشكل كبير، ومستواهم الفني مقنع، ولكنه تعثر في الجولة التي بعدها من أمام فريق التعاون حيث تعادل الفريقان بهدفين لكل فريق، والشباب بحكم ما مر به من أزمات فنية ومالية في المواسم السابقة لا يمكن الحكم عليه بشكل قاطع، والصبر عليه قد يعيده لجادة الصواب. محبو فريق النصر الذي يحتل المركز السادس، لم يتوقعوا أن يظهر بهذا الشكل الفني المهترئ، ولكن من يعرف خفايا النصر قد لا يستغرب ذلك، فالفريق الأصفر يعج بالمشاكل الشرفية والفنية والإدارية، فعلى مستوى أعضاء الشرف يكفي أن الداعم الرئيسي انسحب منذ الموسم الماضي، وتبعه بعض أعضاء الشرف، وهذا أثر كثيراً على النصر مادياً ومعنوياً، أما المشاكل الإدارية، فمنها أن مدير الكرة انسحب وقدم استقالته مبكراً، وذلك احتجاج على ما يفعله قائد الفريق حسين عبدالغني من تصرفات لم تعجب مدير الكرة، وعلى مستوى المشاكل الفنية لم يجد مدرب الفريق كل الرضا من أنصار الفريق الذي بقيادته خسر من أمام الخليج في الجولة الرابعة وخسر من الاتفاق في الجولة الثانية، وهذا أثر على الفريق وعلى جماهيره التي أصبحت تنادي برحيل المدرب، والتعاقد مجدداً مع مدرب فريقها السابق كارينيو، وقد يكون كارينيو قريباً من فريق النصر بعد البدء في التفاوض معه. الاتحاد أفضل الفرق حتى الآن، فالعميد يحتل الصدارة بعشر نقاط بعد أن فاز في ثلاث مباريات وتعادل في مباراة الديربي من أمام فريق الأهلي بعد أن كان الأحق بالفوز بناء على ما قدمه من مستوى فني جيد، وكل ما يحتاجه الاتحاد في المرحلة القادمة هو الهدوء التام، ودعم محبيه لإكمال مسيرته نحو استعادة لقب الدوري الذي غاب عن خزينته منذ حوالي سبعة مواسم. ويبقى هناك فريقان متضادان في كل شيء، فالاتفاق الذي كان الموسم الماضي يلعب في دوري الدرجة الأولى وصعد هذا الموسم كسب حتى الآن إعجاب الجميع، فما قدمه فريق الاتفاق الذي يحتل مركز الوصافة بتسع نقاط بعد أن فاز على الهلال والنصر والباطن وخسر في الجولة الأولى من الأهلي قدم نفسه كما تتمنى جماهيره، وكل ما يجب على الاتفاقيين القيام به هو محاولة دعم الفريق بما يحتاجه خلال الفترة القادمة، وعلى الطرف الآخر يقف محبو فريق التعاون مذهولين بما يقدمه الفريق من مستويات فنية مخجلة، فالفريق الذي كان الموسم الماضي ملء السمع والبصر باحتلاله المركز الرابع واللعب في دوري أبطال آسيا في النسخة الحالية اختفى تماماً، ولم يبق منه إلا اسمه، وهذا الأمر غريب على فريق توقع المتابعون بأن يتقدم لا أن يتراجع، ولكن يبدو بأن التعاون فقد مدربه قوميز كما أن قوميز فقد التعاون. بقي أن نقول.. بعد أن لعبت فرقنا أربع جولات فقط تم إقالة أربعة مدربين، والقادم سيكون أكثر من هذا العدد، ويبقى السؤال المحير.. لماذا لا تتعاقد أنديتنا مع مدربين لهم قيمتهم الفنية حتى لا تكرر ما تفعله كل موسم..!؟