أعلنت قوات سورية الديمقراطية أمس، بدء الهجوم نحو مدينة الرقة السورية، آخر معقل لتنظيم داعش في البلاد، تزامنا مع معركة تحرير الموصل التي تقودها القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. ووصف مساعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الرقة بأنها "عاصمة الدواعش"، ومنها يخطط التنظيم للهجمات الخارجية، مشيرا إلى أن عملية الرقة يجب أن تتزامن مع تحرير الموصل. وفاجأ وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، القادة العسكريين الأسبوع الماضي، عندما قال إن المعركة يمكن أن تبدأ فعليا في الأسابيع القليلة المقبلة، إلا أن عددا من الضباط الأميركيين أعربوا عن شكوكهم في إمكانية ذلك، نظرا لتعقيدات النزاع السوري. من جانبه، قال مسؤول عسكري أميركي، إن الهجوم يمكن أن يبدأ قبل نهاية العام الحالي، لكن قد يستمر لفترة أطول بفعل الظروف التي ربما تخرج عن السيطرة، في وقت يؤكد فيه مراقبون، أن عملية الهجوم البرية لا يمكن أن تبدأ قبل عزل المدينة جويا، ورسم الحدود التي من الممكن أن تدخل في الصراع، وقطع طرق الإمدادات عن المدينة، ثم بدء الهجوم. عقبات المشاركين يرى محللون، أن من بين العقبات التي تواجه بدء عملية الرقة، هو تحديد من سيشارك فيها أولا، ففيما ترفض قوات سورية الديمقراطية وجود أي تركي في العملية، تؤكد الأخيرة أنها مستعدة للمشاركة في الهجوم إذا استبعدت العناصر الكردية المشاركة فيها، حيث إن أنقرة لا تريد أن تكون في حلف مع قوات تعتبرها عمودا فقريا تتبع حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض حربا دموية معها طيلة 30 عاما، فضلا عن قلق أنقرة من تنامي القوة الكردية بعد تحرير الرقة والموصل، وإقامة كيانات فيدرالية تهدد أمنها القومي. حساسية المدينة تبعد الرقة 100 كيلو متر عن الحدود التركية، وكان يعيش فيها نحو 240 ألف شخص قبل اندلاع النزاع في 2011، في حين انضم إليها نحو 80 ألف نازح أكثرهم من حلب. إلا أن الدواعش سيطروا عليها عام 2013، بعد معارك مع قوات النظام وجبهة النصرة وفصائل المعارضة، حيث تعتبر المدينة من أغنى المحافظات بالنفط وحقول القمح وغيرها. وكان تحالف سورية الديمقراطية الذي يضم أكرادا وعربا قد طالب أمس، سكان المدينة بالابتعاد عن مواقع تجمعات المتطرفين، والتوجه فورا نحو المناطق التي سيتم تحريرها، مؤكدة أنه تم تشكيل غرفة عمليات باسم "غضب الفرات" من أجل قيادة عملية التحرير، والتنسيق مع قوات التحالف الدولي.