فيما تمثل زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية، ثامر السبهان، إلى بيروت، عودة قوية للحضور السعودي على الساحة اللبنانية، بالتزامن مع عقد الانتخابات الرئاسية، قال مراقبون إن حضور السبهان لمتابعة الانتخابات، وإعادة بيروت للبيت العربي، يرجع إلى أربعة عوامل رئيسية هي: 1- علاقات واسعة عمل الوزير السبهان السابق بالسفارة السعودية في لبنان، كمساعد للملحق العسكري، ثم ملحقا عسكريا، ما يعني أنه ملم بالملف اللبناني ومطلع على طبيعة الحياة السياسية، إضافة إلى ما يمتلكه من شبكة علاقات واسعة مع الفرقاء السياسيين اللبنانيين. 2- مهارات العسكريين يتمتع السبهان بمهارات العسكريين وقوة شخصيتهم، بسبب تجربته الطويلة في المجال الأمني، التي طورها بالدراسة، حيث تخصص في ملفات عديدة مثل أمن المطارات والمنشآت الحيوية وإدارة الأزمات، الشيء الذي يخدم تداعيات الوضع الأمني الدقيق في المنطقة وتحديدا لبنان. 3- إدراك طبيعة الصراع اطلاعه على أبعاد الصراع السني – الشيعي الذي تغذيه السياسات الإيرانية، انطلاقا من موقعه كسفير سابق للمملكة في العراق، الشيء الذي سمح له بالوقوف عن قرب على نتائج مخطط إيران للسيطرة على العراق وسورية ولبنان، من خلال ميليشياتها كالحشد الشعبي وحزب الله، كذلك قدرة السبهان على التعاطي مع هذه الملفات عبر سلسلة من المواقف. 4- الخبرة الدبلوماسية يتمتع السبهان بخبرة دبلوماسية وأمنية كبيرة خولت له التعاطي الجيد مع الملفات الأكثر حساسية في المنطقة، كالإرهاب الذي انعكس على المنطقة التي تشتعل بسبب الحرب في سورية والعراق، وهو ما ألقى بظلاله السلبية على لبنان. لقاءات حسب المراقبين فإن اللقاءات التي عقدها السبهان مع قيادات الأحزاب اللبنانية، باستثناء حزب الله، جاءت للتأكيد على تمسك الفرقاء، وتحديدا التيار الوطني الحر، والعماد ميشال عون، باتفاق الطائف تعني ضرب مخطط حزب الله لدفع لبنان نحو المؤتمر التأسيسي، وتغيير الدستور، وتطبيق المثالثة، كذلك إعلان المملكة تأييدها للرئيس الذي سيتوافق عليه اللبنانيون. وقال المراقبون إن زيارة السبهان ستحدث أجواء إيجابية في العلاقات اللبنانية – السعودية، التي ستكون أهم نتائجها كما هو متوقع تعيين سفير للمملكة في لبنان، خلفا للسفير علي عسيري، كذلك ضخ الاستثمارات السعودية من جديد في الاقتصاد اللبناني، ورفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان، ما سيكون له انعكاسات كبرى على الحياة الاقتصادية اللبنانية. أهداف تطرق المراقبون إلى أن الزيارة حققت خمسة أهداف، أولها إنهاء حالة الجفاء السياسي بين الرياضوبيروت، بسبب مواقف حزب الله العدائية من المملكة، وتأكيد عدم ترك المملكة لبنان لقمة سائغة للأجندة الإيرانية التي تسعى للسيطرة عليه، من خلال ميليشيا حزب الله. ودحض الشائعات القائلة بتخلي الرياض عن دعم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وهزيمة مشروع حزب الله السياسي في لبنان، بإنهاء الشغور السياسي الذي يعتبر ضربة قاصمة له، تضاف إلى هزائمه العسكرية في سورية والعراق واليمن. وتحييد لبنان عن الصراع الإقليمي مع بدء حرب الموصل واشتداد حدة الصراع في حلب حتى لا يصبح جزءا من ساحة القتال بالمنطقة.