في وقت أدت ضغوط لجنة التنسيق الرباعية "الولاياتالمتحدة والصين وباكستانوأفغانستان"، إلى عودة حركة طالبان للمشاركة في مباحثات المصالحة بأفغانستان، عبر عدد من القيادات العسكرية الطالبانية، ممن تربطهم علاقات بالاستخبارات الإيرانية، وتدعمهم طهران بالأسلحة والذخيرة في هجماتها بأفغانستان، عن رفضهم لهذه المباحثات التي تستهدف إنهاء العنف. وحسب تقارير فقد بدأت اتصالات حركة طالبان بإيران منذ زمن طويل، وكان رئيس طالبان السابق، الملا أختر منصور، هو العقل المدبر لتلك الاتصالات التي كشفتها المخابرات الأفغانية سنة 2007، عندما اعترضت كميات كبيرة من الألغام الإيرانية، كانت في طريقها من طهران إلى حركة طالبان، حيث كان الملا منصور يخطط لربط طالبان بحرس الثورة الإيراني "باسدران". وأشارت التقارير إلى أن الاتصالات بين منصور وإيران تطورت إلى درجة أن طهران فتحت مكتبا لطالبان في مدينة زاهدان الحدودية عام 2012، وكان منصور يزورها سرا للحصول على الأموال والأسلحة ثم يرجع إلى قواعده في بلوشستان. وأضافت التقارير أن المخابرات العسكرية رفضت تلك التحركات، فأبلغت وكالة المخابرات المركزية الأميركية بذلك مما جعل المتحدث باسمها يؤكد في 21 مايو الماضي بقتل رئيس طالبان السابق بصاروخ موجه من طائرة دون طيار، عندما كان عائدا إلى بلوشستان الباكستانية من زيارة سرية لإيران. تدريب المرتزقة أوضحت التقارير أن طهران كانت تدرب الشيعة الأفغان عسكريا بمخيمات في مدينة قم، وترسلهم للقتال في سورية والعراق تحت غطاء ما يسمى ب "حرس أمني لحماية الأماكن المقدسة الشيعية" في البلدين، مشيرة إلى أن الشيعة الأفغان الذين تمت الاستعانة بهم كمرتزقة، كانوا يحاربون المعارضة السورية نيابة عن طهران التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح على يد المعارضة السورية. تضرر الهند قالت التقارير إن إيران تزعم أنها تستخدم طالبان لمواجهة النفوذ الأميركي بأفغانستان، بينما الحقيقة هي أن طهران تريد وجودا لها داخل هذا البلد، عبر مجموعة من طالبان تتبع المذهب الشيعي، لافتة إلى أنها في هذا السلوك لا يهمها سوى مصلحتها وامتداد نفوذها، بصرف النظر عن تحقيق السلام في أفغانستان. وأضافت أن السلوك الإيراني في أفغانستان له تداعيات كبيرة على الهند، لأنه يضعف القوى الموالية لها في أفغانستان، بما فيها حكومة أشرف غني، لافتة إلى أن المستفيد من السلوك الإيراني بصورة غير مباشرة هي باكستان لأنه يعني عمليا فشل الهند في تأصيل نفوذها بأفغانستان.