فيما دخلت اليمن منتصف ليلة أول من أمس، خامس هدنة خلال عام ونصف العام، منذ الحرب الدائرة بين الجيش المؤيد للشرعية المسنود من المقاومة الشعبية، وميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح. وقال تقرير حقوقي، صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، إن جماعة الحوثي عرفت بانتهاكاتها لكل اتفاقات الهدنة السابقة. وحسب التقرير فإن الأحداث والوقائع الموثقة تشير إلى أن جماعة الحوثي وحلفاءها باشروا الهدن الماضية بخروقات جسيمة منذ الدقائق الأولى لسريانها، حيث تنوعت هذه الخروقات بين قصف للأحياء والتجمعات السكنية، واستهداف مواقع القوات الموالية للشرعية بمختلف الأسلحة، كذلك منع دخول مواد الإغاثة إلى عدد من المدن والمحافظات اليمنية المحاصرة، فضلا عن تنفيذ حملات واسعة للمناهضين في المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة وحليفها صالح، إضافة إلى مداهمة المنازل العامة والخاصة، الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين. وكان مراقبون محليون ودوليون يراهنون على أن الهدنة الحالية ستصمد بعض الوقت، نظرا للوضع الاقتصادي والظروف المعيشية التي يمر بها اليمن، والتي تجعل الانقلابيين يجنحون إلى السلم. وقال التقرير إن خروقات الانقلابيين بدأت بعد دقائق من إعلان الهدنة في محافظات تعز وصنعاء وحجة والبيضاء والضالع ومأرب، والجوف وشبوة، وبالتحديد الساعة ال12.5 صباحا، واستمر حتى الساعة ال10.5 صباحا، وبلغت عدد الخروقات في تعز 64 خرقا، وفي صنعاء 19، وحجة 12، والبيضاء 9، والضالع 7، ومأرب 6، والجوف 5 وشبوة 3، مشيرا إلي أن إجمالي عدد الخروقات بلغ 125 خرقا. وأشار التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي استخدمت في خروقاتها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومن بينها القصف المدفعي، ومضادات 14.5 وقذائف الهاون، ورصاص القناصة، والرشاشات ومضاد الطيران عيار 23، لافتا إلى أن عمليات القصف استهدفت أحياء سكنية ومدارس، ومواقع تابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مخلفة عددا من القتلى والجرحى. ونقل التقرير عن أحد شهود العيان، يدعى مجيب عبدالله، من منطقة الدائري الجنوبي لمحافظة تعز، أنه سمع عن إعلان هدنة وفجأة سقطت قذيفة هاون عل منزله ومنزل جاره، مما أدى إلى فزع وخوف وسط الأطفال والنساء، وتدمير جزئي لبعض المنازل، مشيرا إلى أن سكان المنطقة اعتادوا مثل هذا السلوك من جماعة الحوثيين، حيث إن القصف يأتي دائما من مناطق وجود الميليشيات، لا سيما أنه لا يوجد مسلحون غيرهم في هذه المنطقة. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الحوثيين إلى سحب قواتهم وصواريخهم والالتزام باتفاق الهدنة، مثنيا على التزام التحالف العربي بوقف إطلاق النار. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية عادل الجبير الذي أكد أن من حق السعودية حماية حدودها ومواطنيها من أي هجمات، لافتا إلى أن الميليشيات تصعد في انتهاكاتها رغم وقف إطلاق النار.