فيما حذر وزير الخارجية عادل الجبير، من حصول كوارث طائفية في حال مشاركة قوات الحشد الشعبي، الموالية لإيران، في معارك استعادة مدينة الموصل ذات الغالبية السنية، من تنظيم داعش، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، العراق إلى مشاركة أهل الموصل في تحريرها، وعدم تسليمها لميليشيا الحشد الشعبي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمع الوزيرين في الرياض أمس، عقب الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية تركيا. وقال الوزير الجبير "من الأفضل على العراق أن تعتمد على جيشها الوطني في محاربة إرهاب تنظيم داعش، وأن تستخدم عناصر غير طائفية من المناطق ليست محسوبة على إيران، وذلك إذا أرادت أن تتفادى سفك الدماء والطائفية بين أبناء العراق الأشقاء"، داعيا إلى إشراك كل الأطراف في العملية السياسية هناك، عادا أن مشكلة العراق الكبرى تكمن في الطائفية. وأبان عادل الجبير أنه بالنسبة لموقف دول مجلس التعاون وتركيا فيما يتعلق بسورية هو مواقف جيدة جيدا، حيث بحثت الأزمة السورية إلى جانب النظر في كيفية التحرك والتعامل معها سواء عن طريق المجموعات الدولية القائمة أو بطرق أخرى، حيث جرى النظر في المنظمات الدولية التي بالإمكان الاستعانة بها والعمل من خلالها والتشاور مازال قائما. وأوضح الوزير الجبير أن علاقة المملكة مع روسيا كلما تحسنت كان هناك تفاعل أكثر بيننا وبينهم، وكان هناك أخذ وعطاء، آملا أن تكون هناك استفادة من روسيا بشكل أفضل لحل المشكلة في سورية. المطلوب من إيران أوضح الوزير الجبير، أن إيران تعرف ما هو المطلوب منها لبناء علاقات أفضل، مضيفا أن ذلك يبدأ بكفهم عن شؤون المملكة وحلفائها، وألا يدعموا الإرهاب وألا يتدخلوا في شؤون دول المنطقة كذلك، وألا يؤججوا الفتن الطائفية فيها، وألا يقتلوا الدبلوماسيين ويفجروا السفارات، وأن يكفوا عن تحريض الشعوب على حكوماتهم، ولا يعتقدوا أنهم أولياء لمن يتبع المذهب الشيعي، وأن يعوا أن من يتبع المذهب الشيعي أنهم مواطنون ينتمون إلى دول سواء في الكويت أو العراق أو لبنان أو المملكة أو البحرين، وأن إيران لا علاقة لها بهم. وأضاف أن "المطالب لبناء العلاقات سهلة جداً بتبني طهران مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين ومبدأ عدم دعم الإرهاب، وأن يتبنوا مبدأ حسن الجوار، بهذا يكون الباب مفتوحا لبناء أفضل العلاقات مع إيران". دور الوساطة في ما يتعلق بتقدم إيران لجمهورية تركيا بطلب وساطة لعودة العلاقات السعودية الإيرانية، بين وزير الخارجية التركي أن هناك بعض المحادثات تتعلق بالوضع السوري ووقف إطلاق النار وإيجاد الحلول السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية، ودور إيران مذهبي غير إيجابي، ويجب أن يكون دورها بعيدا عن المذهبية والطائفية ليكون إيجابيا. سبل التعاون تطرق الوزير الجبير إلى الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وتركيا، وقال إنه بحث العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل التعاون في المجالات كافة بين دول مجلس التعاون وتركيا، لافتا إلى أن هناك إجماعا على تكثيف العلاقات بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتركيا في المجالات كافة خدمة لمصالح البلدين والشعبين. مناصرة الديمقراطية عن المحاولة الانقلابية في 15 يوليو الماضي الفاشلة ضد الديمقراطية في تركيا، شكر أوغلو دول مجلس التعاون العربية تجاه موقفها ودعمها، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان من أوائل المتصلين برئيس جمهورية تركيا رجب طيب إردوغان، كذلك وردت اتصالات وزراء خارجية مقدمين خلالها الدعم والتضامن مع الشعب التركي وإرادته ومستنكرين لمحاولة الانقلاب. تطابق وجهات النظر أفاد وزير الخارجية التركي، بأن الاجتماع الوزاري كان مهما، وشمل جميع المحاور التي تهم الجانبين، وقال إنه تمت مناقشة الوضع المؤسف والمأساوي في سورية، وأوضح الوزير التركي أن هناك تعاونا مشتركا واتفاقا، وبالنظر إلى ما يحدث كما قال الرئيس إردوغان في كلامه "العالم .. خمسة"، فعندما تعطي دولة منها حق "الفيتو" في موضوع مثل سورية فلا يمكنك أن تتخذ قرارات إيجابية"، لذلك فنظام الأسد لا بد أن يتغير، وأن تتعاون المؤسسات العالمية للحصول على نتائج لفض النزاعات وتقديم العون والمساعدة للناس الأبرياء. وأشار إلى مناقشة الدور الإيراني في سورية وتدخلاتها في المنطقة، ومطالبتها ألا تتدخل في شؤونها وفي شؤون الدول الأخرى، منوها بالأوضاع الصعبة والمقلقة في اليمن وسعي الجميع إلى استقراره ودعم شرعيته. تبادل الزيارات من ناحية مستوى الزيارات على المستوى العالي بين المملكة وتركيا، أبدى أوغلو سعادته بمستوى الزيارات، منوها بزيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف لتركيا، وكانت ناجحة وإيجابية لأقصى درجة، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين، يؤكد أهمية الزيارات واستمرارها، وسوف تشهد الفترة المقبلة زيادة تبادل الزيارات بين البلدين.