في وقت أعربت وزارة الدفاع الأميركية عن "قلقها الشديد" إزاء المعارك بين الجيش التركي والمقاتلين المدعومين من الأكراد في شمال سورية واعتبرتها "غير مقبولة"، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على عدم سماح بلاده لأي منظمة إرهابية بالقيام بفعاليات داخل الحدود أو بالقرب منه، مشيرا إلى عدم وجود فرق بين حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش. وقال إردوغان خلال تجمع جماهيري بولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد أمس إنه "لن يسمح لأي منظمة إرهابية بالقيام بفعاليات داخل حدود تركيا أو بالقرب منها". في الأثناء قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك في بيان إن واشنطن تتابع الأنباء عن اشتباكات جنوب جرابلس بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سورية الديموقراطية من جهة أخرى خاصة وأن تنظيم داعش لم يعد موجودا. اشتباكات غير مقبولة أوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد، مؤكدة أنه لا ضلوع للولايات المتحدة في الاشتباكات كما لم يتم التنسيق مع القوات الأميركية في شأنها، ولا يتم دعمها، داعية الأطراف المعنية إلى وقف كل الأعمال المسلحة في هذه المنطقة، وفتح قنوات تواصل في ما بينها. وكانت تركيا قد شنت عملية عسكرية في سورية فجر الأربعاء الماضي ضد تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد على حد سواء في ريف حلب الشمالي الشرقي. وبعد ساعات على بدء الهجوم تمكنت فصائل معارضة مدعومة من أنقرة من السيطرة على مدينة جرابلس، التي كانت تعد أحد آخر معقلين متبقيين لتنظيم داعش في محافظة حلب. وواصلت تلك الفصائل تقدمها جنوب جرابلس لتصل إلى مناطق واقعة تحت سيطرة مقاتلين محليين مدعومين من قوات سورية الديموقراطية التي تساندها الولاياتالمتحدة، وهي عبارة عن تحالف فصائل عربية وكردية وتعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، فيما اندلعت السبت الماضي للمرة الأولى مواجهات برية بين دبابات تركية والمقاتلين المحليين المدعومين من الأكراد. تقدم فصائل المعارضة أكدت مصادر أن فصائل المعارضة السورية سيطرت أمس على ست قرى جديدة جنوبي جرابلس، لتشمل سيطرتها أكثر من 30 قرية بريف حلب الشمالي الشرقي منذ بدء عملية "درع الفرات" التي تدعمها تركيا، فيما جددت فصائل الجيش الحر تقدمها بمختلف الجبهات. وقالت المصادر إن الجيش السوري الحر التابع للمعارضة المسلحة سيطر على قرى حلوانجي وبولدق صغير وبولدق كبير ومزارع التمورة ومزرعة ظهر المغارة وأم سوسةجنوب غرب جرابلس، بعد اشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية المشكلة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية. وكانت المعارضة حددت مهلة لقوات سورية الديموقراطية كي تعود إلى شرق نهر الفرات، بيد أن عدم استجابة الوحدات الكردية أو حلفائها للمهلة دفع المعارضة لتوسيع هجومها جنوب جرابلس، ودفع القوات التركية لتكثيف القصف الجوي والمدفعي.