أكد البرلمان العربي برئاسة أحمد الجروان، ضرورةَ إلغاء القانون الأميركي الذي صدر مؤخرا، ويعرف باسم "العدالة ضد رعاة الأفعال الإرهابية"، أو "جاستا"، والذي يتيح لعائلات وضحايا الهجمات الإرهابية بمقاضاة الدول أو الأفراد المتورطين في الإرهاب. وأوضح البرلمان، في دور انعقاده الأول من الفصل التشريعي الثاني، بمدينة شرم الشيخ في مصر، أن "جاستا" يمثل تجاهلا صارخا للقانون الدولي، والأسس المتعارف عليها في العالم بأسره، مشيرا إلى أن إصدار قوانين تمس بالحصانة السيادية للدول، من شأنه أن يربك ويحدث خلطا في العلاقات الدولية، ويمثل عودة لعهود الاستعمار القديم للدول، ومحاولة السطو على ثروات الأمم ومقدراتها، ويتعارض مع المواثيق والقوانين التي أقرتها الأممالمتحدة. القضية المحورية قال الجروان في كلمته الافتتاحية، إن البرلمان العربي يقف خلف التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة، ويدعم عملية إعادة الأمل للبلاد وإعمارها، منددا بما قامت به الجماعات الانقلابية بضرب سفن الإغاثة الإماراتية التي كانت تنقل الجرحى والمساعدات. ولفت الجروان إلى ضرورة الاتحاد والاصطفاف ضمن رؤية إستراتيجية عربية موحدة، في ظل الظروف الإقليمية والقطرية التي تمر بها المنطقة العربية، والتي تهدد وجودها وهويتها، مؤكدا بقاء القضية الفلسطينية قضيةً محورية للشعوب العربية، وأن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المغتصبة، وأراضيه المحتلة، قضية يجب دعمها عربيا ودوليا، لضمان استقرار المنطقة وحلول السلام فيها. مخرجات الجلسة أكد إعلان شرم الشيخ الصادر في ختام الجلسة المشتركة للبرلمان العربي وبرلمان عموم إفريقيا، تحت عنوان "الشراكة الإستراتيجية الإفريقية العربية"، ضرورة العمل على إعادة النظر في التشريعات والاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب، بما يتواءم مع التحديات المستجدة وتمدد التنظيمات الإرهابية. وشدد الإعلان على أهمية الدفع نحو التكامل الاقتصادي العربي الإفريقي باعتباره جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي للشعوب العربية والإفريقية، مشيرا إلى ضرورة تشجيع الحكومات على تنشيط وتطوير التعاون لمواجهة التحديات الراهنة التي تعيشها المنطقة، ودورية انعقاد القمة الإفريقية العربية كل 3 سنوات، فضلا عن تعزيز التعاون وتشجيع وتسهيل الاستثمار، وزيادة التجارة البينية، ودعم مبادرات التنمية، والحد من الفقر، والاستغلال الأمثل للموارد، وتضييق الفجوة الغذائية، وإيجاد فرص عمل للشباب في المنطقتين. الأزمة السورية خلال حديثه عن الأزمة السورية، غلبت دموع الجروان قائلا "فصل الشتاء القارس يدخل علينا، وهناك كثير من أبناء الأمة العربية "نازحين ولاجئين" يقطنون الخيام التي لا تقيهم بردا ولا مطرا، خصوصا اللاجئين السوريين الذين اطّلعنا على معاناتهم على أرض الواقع"، متسائلا "أين الضمير تجاه ما يحدث من مجازر في مدينة حلب؟، وحتى متى سنكتفي فقط بالاستنكار والشجب والإدانة؟، والمسؤولية الإنسانية والقانونية تحتم على شرفاء العالم التدخل الفوري والعاجل من أجل إغاثة المحاصرين السوريين الذين يموتون قتلا وجوعا وبردا، في مشاهد قتل جماعي منافية لكل المواثيق والمعاهدات الدولية".