فيما الجميع بالمشهد الثقافي ينتظر -طبقا للدكتور مبارك الخالدي- كسر صمت الأندية الأدبية بعد حالة الانتظار الطويل لانتخاباتها بعد انتهاء فترات مجالس إدارتها، أطلقت الإدارة العامة للنشاط في وزارة التعليم فعاليات المشروع الوطني التربوي للثقافة والفنون في نسخته الثانية، والتي تعتمد رؤية تقوم على انتقاء مشروعات تواكب متطلبات العصر واحتياجات الطالبات، بما يتوافق مع ميولهن ومستوى المرحلة العمرية. وإذا كان هناك من يتوقع استمرار الصمت والغموض إلى حين إطلاق رصاصة الرحمة على الأندية الأدبية، بدمجها وفروع جمعية الثقافة والفنون في مراكز ثقافية تحت مظلة الهيئة العامة للثقافة، كما يقول الخالدي، تجيء خطوة التعليم بمثابة فتح نافذة أمل ينتظر أن تبث الحياة في المشهد الثقافي، متضافرة مع نشاط أهلي ينهض به شبان في مختلف المدن السعودية مثل مشروع "كتبجي". جهود تحتاج التفاتة يقول الدكتور مبارك الخالدي: ضمن رؤية 2030 زف وزير الثقافة والإعلام خبر تأسيس أكاديمية للفنون، ومدينة للإنتاج الفني، خلق الخبر جوا من البهجة في أوساط المثقفين والفنانين، ونحن بالانتظار، في حين توضح مديرة النشاط بوزارة التربية والتعليم ريم أبوالحسن أن الوزارة عمدت في النسخة الثانية من هذا المشروع إلى إعادة صياغة مجالاته وفقا لمتطلبات رؤية المملكة 2030، وأولت التجديد في برامج وفعاليات المشروع، بما في ذلك مجالات تصميم الأزياء وتصميم القصص المصورة، وإدراج مجال البحث العلمي، اهتماما، باعتباره ركيزة من ركائز التطوير. يذكر أن المشروع الوطني التربوي للثقافة والفنون يتضمن نوعية هادفة من المسابقات لاستثمار قدرات الطالبات وهوايتهن في مجموعة من المسارات تمت دراستها وتحديدها بعناية لكل من الخط العربي والزخرفة الإسلامية والرسم والتصوير والتصميم الفني، وعرضها في أطر ضمن الدليل التنفيذي للمشروعات المركزية للنشاط. يعلق القاص فهد الخليوي بقوله "إن مثل هذه المشاريع وأفكار الشبان يجب أن تلتفت إليها وزارة الثقافة والإعلام، لتسير في خط متواز مع التطلعات المستقبلية لفعاليات المشهد الثقافي الذي يعاني الترهل والهشاشة، في ظل الصمت وعدم وضوح الرؤية حتى الآن لتفعيل النشاط الثقافي في المجتمع بكل اتجاهاته. وحقيقة جهود الشبان عبر شبكة الإنترنت تستحق التقدير والدعم والتوجيه ومشاركة الخبراء. مشروع كتبجي ضمن محاولات كسر الصمت الجادة، أطلق 6 شباب وشابة في جدة بجهود فردية، قبل عامين منصة يوتيرن الترفيهية، بعنوان (كتبجي)، ولقيت صدى واسعا عبر الجمهور الذي وصل عدد مشاهداته إلى ما يزيد على نصف مليون مشاهدة لجميع حلقات البرنامج، ويستعد البرنامج لإطلاق منصة تفاعلية تحتضن القرّاء في الوطن العربي، بالتزامن مع عودة الموسم الثاني من البرنامج، الذي سيشهد أربعة مسارات تفاعلية. فريق كتبجي يسعى - بحسب العاملين عليه - في المستقبل القريب إلى تنظيم دورات وندوات وحفلات قرائية في أرض الواقع، وعقد شراكات معرفية مع المشاريع القرائية في الوطن العربي، كمحاكاة مشروع منصة تكوين للكتابة الإبداعية لإثراء المحتوى المعرفي والثقافي والمساهمة في النهضة المعرفية في الوطن العربي. ويلفت أحد شبان كتبجي إلى أن: الفكرة بدأت مع أمسيات ودورات ومحاضرات كانت تقدم عن القراءة وفنون التعامل مع الكتاب، إضافة لبرنامج يبسط مفاهيم القراءة والتعامل مع الكتاب بطريقة مسلية وممتعة، تتزامن مع ثورة السوشال ميديا في الوطن العربي. مبادرة اقرأ كان لتجربة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، التابع لأرامكو السعودية، (اقرأ) الوطنية التي انطلقت نسختها الأولى عام 2013 وتهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة بين الشباب في المملكة، صدى واسع، وحظيت بتفاعل لافت، ويصفها الدكتور الخالدي بقوله: مسابقة "اقرأ" إحدى مبادرات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لأرامكو السعودية، واستهدفت المسابقة في نسختها الأولى شباب وفتيات المنطقة الشرقية 2013، فيما شملت في نسختها الثانية جميع مناطق المملكة 2014، وفي نسختها لعام 2015 ضمت للمرة الأولى مشاركين غير سعوديين، وهي بلا شك تمثل شكلا حداثيا مبهجا في رسم إطار من أطر الفعاليات الثقافية الكفيلة بملء مساحة من صمت المؤسسات الرسمية، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على هيبة الكتاب، في ظل الثورة الإلكترونية التي أسهمت في تسهيل حضور الكتاب عبر مواقع الكتب الإلكترونية التي أصبحت شائعة بشكل كبير وقانوني، وهو الدور الذي للأسف لم تستثمره المؤسسات الرسمية جيدا، للخروج من نمطيتها، ومحاولة التماهي مع آليات تفكير الأجيال الجديدة.