تبرز المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي اكتوت بنار الإرهاب، وتصدت له وما زالت بخطوات جدية وبإمكانات متطورة، أسهمت إلى حد كبير في التخفيف من وطأته، ومن دحر أفكاره المتطرفة التي عانت منها دول العالم أجمع. ووقعت المملكة على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2000، في سياق تصديها لهذه الظاهرة المنتشرة، وبالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية. حزم المقدسات وحينما حاول المغرضون إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، كانت المملكة في مقدمة الدول المدافعة عنه، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين - الملك سلمان بن عبدالعزيز- في كلمته عقب افتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة الإرهاب الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة العام الماضي، أن الأمة الإسلامية يهددها تغول الإرهاب المتأسلم، بالقتل والغصب والنهب، وجاوزت جرائمه حدود العالم الإسلامي، حاملا اسم الإسلام وهو لا ينتمي له بأي صلة. وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز اتخذت المملكة أكبر مبادرة دولية إسلامية لمكافحة السرطان الإرهابي، بإعلانها تشكيل التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، وإقامة مركز عمليات مشتركة في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية التي ترمي لمواجهة الإرهاب، من خلال البرامج والآليات المتطورة. وخلال قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة أنطاليا التركية عام 2015، شدد خادم الحرمين الشريفين في كلمة ألقاها على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده في اجتثاث الإرهاب، واصفا إياه بالداء العالمي. ودعا الملك سلمان بن عبدالعزيز دول العالم إلى القيام بدورها للتصدي لهذه الظاهرة المؤلمة، حيث اقترح إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، وأعلن عن تبرع المملكة ب110 ملايين دولار، ودعا الدول الأخرى للإسهام فيه، وجعله مركزا دوليا لتبادل المعلومات وأبحاث الإرهاب. تفنيد الاتهامات استضافت المملكة في عام 2005 مؤتمرا دوليا لمكافحة الإرهاب، بمشاركة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية، في إطار حرصها الحثيث على مواصلة عملية مكافحة الإرهاب بكل صوره المحلية والإقليمية والدولية. وعلى الصعيد الميداني، أفشلت المملكة ما نسبته 95 % من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف أمنها القومي وفق إستراتيجية أمنية حازت على تقدير العالم بأسره. كما تم إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي يحظى بمتابعة واهتمام من ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، من أجل السعي ليس فقط لمكافحة الإرهاب ودحره، بل لتصحيح وتوعية أصحاب الأفكار المنحرفة والرجوع بهم إلى حاضنة الوطن.