فيما نشرت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن عددا كبيرا من الشركات الإيرانية تقيم علاقات تجارية واقتصادية مع إسرائيل، قال التلفزيون الإسرائيلي، إن شركتي "أفريكان إسرائيل" و"حاييم" تطوران تقنية تخصيب الوقود النووي والمعدات الحساسة لمصلحة إيران، مشيرا إلى أن شركتي "زودياك" و"باسفيك" التابعتين لصاحب أكبر شركات الشحن والنقل البحري في إسرائيل كارتل عوفر، والذي يسيطر على 25% من صناعة إسرائيل، كانتا تنقلان نفط إيران إلى الأسواق. وأكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن نحوم مانبار المرتبط بجهاز الاستخبارات "الموساد"، باع لإيران 150 طنا من مادة كلوريد التايونيل التي تدخل في صناعة غاز الخردل السام، كما أن شركة موشي ريجيف إسرائيل باعت معدات وتكنولوجيا صناعة الغازات السامة، خصوصا غاز السارين لإيران قبل عدة سنوات، مشيرة إلى أن حكومة تل أبيب سلّمت واشنطن "تاجرا إسرائيليا" باع قطع غيار لصواريخ وطائرات محظورة لإيران. حالة احتقان قال المحلل السياسى والمختص في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، إن العلاقات التجارية والاقتصادية بين طهران وتل أبيب تجاوزت مسألة النفط إلى التعاون في مجال المفاعلات النووية والصناعات الدفاعية والعسكرية، وإنه إثر ذلك تقدمت واشنطن والمحكمة الأميركية بطلب تسليم عراب العلاقات الإيرانية الإسرائيلية أري الياهو كوهين من تل أبيب. وأضاف أن هناك حالة من الشد والجذب تفجرت بين نظام حسن روحاني ومجلس النواب من جهة، والحرس الثوري من جهة أخرى في مايو 2014، بعد الكشف عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين شركات ورؤوس أموال إيرانية كثيرة ونظيرتها الإسرائيلية، الأمر الذي جعل حالة الاحتقان بين فريقي خامنئي وروحاني تصل إلى ذروتها، مبينا أنه خلال الحظر الذي فرض على إيران، قدمت تل أبيب لطهران كثيرا من تكنولوجيا المفاعلات النووية والأسلحة الكيميائية وغيرها، دون الالتفات إلى القرارات الدولية. أكد المحلل السياسي محمد النمر أن العلاقة التجارية بين إيران وإسرائيل، بدأت منذ نهاية التسعينات، وبدأت المعطيات تظهر هذه العلاقة، خصوصا في اللجنة التي تألفت آنذاك من "البنتاجون"، إذ كانت تهتم إيران بدعم بنيتها الاقتصادية مع الغرب، وكانت إسرائيل ممثلة في هذه اللجنة، كما أن إيران تحتضن الحجم الأكبر للتجمعات اليهودية خارج إسرائيل. وأشار إلى وجود ازدواجية واضحة من إيران في تعاطيها مع هذا الملف، فهي من ناحية تطلق الشتائم وترفع الحملات بوجه إسرائيل، ومن ناحية أخرى تفتح العلاقات الاقتصادية معها، لافتا إلى أن إيران إن أرادت الوقوف مع الفلسطينيين لكانت استخدمت أسلحتها وطائراتها ضد إسرائيل، وهو ما لم يحدث. الصهيونية والفارسية بيّن المحلل السياسي طوني جورج، أن الصهيونية والفارسية مشروعان يستهدفان المجتمعات العربية لضربها وتفتيتها، مشيرا إلى أن الشراكة الإيرانية والإسرائيلية واضحة في سورية عبر الاستماتة على إبقاء بشار الأسد ليقتل ويدمر الشعب السوري، إضافة إلى الاستثمار في تنظيم داعش، فضلا عن معلومات تشير إلى وجود 6 قنوات دينية إيرانية موجهة إلى العرب تُبث من "إسرائيل"، وتقف وراءها واحدة من أكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية. وقال إن الشراكة الإيرانية الإسرائيلية تتجاوز وجود علاقات تجارية بين 200 شركة إيرانية وأخرى إسرائيلية بشكل سري بين البلدين، مضيفا "لم نر منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي قتيلا إيرانيا واحدا في وجه إسرائيل" ومؤكدا أنه عداء كاذب من إيران، من أجل إخفاء المؤامرة الكبرى ضد العرب.