تهدد 5 أمراض مشتركة مربي الحيوانات الأليفة، خصوصا التي يكثر اقتناؤها في المملكة، ومنها القطط والكلاب والهامستر، في حين لا تزال ظاهرة تربية هذه الحيوانات تستهوي الكثيرين، وأصبح لها عشاق يدفعون عليها أموالا طائلة عند الشراء والرعاية، ويتكفلون بكل أعبائها التي تتمثل في الغذاء الخاص بها والعلاج. أسباب اقتناء الحيوانات يوضح المختص في الطب البيطري والناشط في مجال الرفق بالحيوان الدكتور عمر إبراهيم ل"الوطن" أن هناك من لا يجيدون التعامل مع هذه الحيوانات الأليفة، كما تغيب عنهم أسس التربية والرعاية السليمة. وأضاف "نجد كثيرا من الأسر تشتري هذه الحيوانات من باب التباهي، وآخرون يأتون بها من أجل تسلية الأطفال، وهذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها كثير من الذين يقتنون الحيوانات". مصدر للعدوى يؤكد إبراهيم أن القصور في تربية الحيوانات الأليفة في المنازل تسبب في ظهور عدة أمراض تشكل مصدرا للعدوى، خاصة أن أنواعا من هذه الحيوانات تنام مع أصحابها في غرف النوم، وهنا تكمن الخطورة، خصوصا إذا كان الحيوان الأليف مريضا أو حاملا للمرض، لذلك يجب الانتباه والحذر، وأيضا من الضروري جداً أن يكون هناك إشراف من قبل شخص راشد يهتم بالأطفال تحت سن 5 سنوات، فالأطفال في هذا العمر يكونون أكثر عرضة لأمراض الحيوانات، وذلك بملامستهم المتلازمة لنفس الأسطح التي يكون فيها الحيوان، وهم قد لا يغسلون أيديهم قبل وضع أي شيء في أفواههم. عدة أمراض من الأمراض التي تصيب الحيوانات الأليفة، ويمكن أن تنتقل إلى البشر أمراض بكتيرية مثل البروسيلا والسالمونيلا والكلاميديا (حمى الببغاء)، أو أمراض فيروسية مثل داء الكلب (السعر) وإنفلونزا الطيور، أو أمراض فطرية مثل القوباء الحلقية أو أمراض طفيلية وما أكثرها، مثل داء التوكسوبلازما (داء المقوسات) والليشمانيا والديدان الشريطية والأسطوانية وغيرها. كما نجد أمراض الريكتسيا، مثل حمى الجبال الصخرية المتموجة Q fever، وقد تنتقل هذه الأمراض بشكل مباشر أو غير مباشر. وأضاف إبراهيم أن هناك عدة عوامل أسهمت في زيادة معدل انتشار هذه الأمراض، ومن أهمها زيادة أعداد الحيوانات الأليفة التي تربى في المنازل، مشيرا إلى أن ظهور الثورة التقنية وتطور العلم وأجهزة التشخيص الحديثة وتطور علم الوراثة الجزيئية وعلم الجينوم وهندسة البروتينات والبيولوجيا الجزيئية، وكل هذه الأمور أدت إلى اكتشاف عوامل ممرضة لم تكن معروفة من قبل. مرضى مهددون يوضح المختص في الطب البيطري أن هناك مرضى من كبار السن والمصابين ببعض الأمراض المزمنة وبعض من أجريت لهم عمليات لزراعة الأعضاء والمصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة، يشكلون هدفا سهلا للأمراض الحيوانية، وكذلك الأطفال حديثو الولادة وكذلك النساء الحوامل، مشددا على ضرورة الانتباه جيدا إذا كان في المنزل واحد من تلك الحيوانات المصابة بالأمراض المذكورة أعلاه. كما أوصى الدكتور عمر بضرورة أخذ الحيطة والحذر والحصول على شهادة تطعيم وشهادة صحية تؤكد خلو الحيوان الأليف من الأمراض المشتركة، وعدم اقتناء أي حيوان أليف مريض مهما كانت الدواعي والأسباب، كما يجب توفير المسكن المناسب لنوع الحيوان، وعدم النوم مع الحيوان الأليف في نفس الغرفة، والالتزام بإجراء الفحص البيطري الدوري لدى المختص.