عام دراسي مضى على تدشين برنامج "فطن" الذي يعد أكبر برنامج وقائي في جميع مناطق المملكة، وفي اعتقادي أن المرحلة التي خُطط له من قبل وزارة التعليم كانت كافية لانتشار هذا البرنامج على مدار ثلاث سنوات، بدءا من عام 1436 وحتى عام 1438، فالبرامج الوقائية كما هو معروف تحتاج إلى وقت لقياس الأثر، واسم البرنامج "فطن" ربما تم اقتباسه من الأثر المشهور (الْمُؤْمِنُ كَيِّس فَطِن)، وهي تعني أن يكون أفطن لكل أمور حياته بجدية وإخلاص، منها (حب الوطن- السمع والطاعة لولاة الأمر- أسلوب حل المشكلات- تقدير العلماء- السلوك الإيجابي- معرفة الصواب والخطأ- الحفاظ على مكاسب الوطن ومقدراتها..)، وتدريب الطالب أو الطالبة ليكون لديهما الذكاء والوعي والقدرة على التميز بين الخير والشر، ويكون لديهما حس وطني حيث يتشكل لديهما قيم هذا البرنامج وهي: الانتماء والعمل بروح الفريق، والمبادرة بقبول أي فكرة تعزز من تطوير البرنامج من أيٍ فرد من المجتمع حتى يُفْهَم أن البرنامج للكل وليس للطلاب والطالبات فقط. وقد انطلق البرنامج من وزارة التعليم وهو يستهدف المجتمعات التعليمية خاصة والمجتمع بأسره عامة لحمايته ووقايته من أي مشكلات سلوكية أو فكرية، وحظي البرنامج بالتعاون مع خمس وزارات: الداخلية، والعمل والتنمية الاجتماعية، الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الصحة، الهيئة العامة للرياضة، وكذا بالتعاون مع الجامعات السعودية ممثلة في أقسام علم النفس وعلم الاجتماع، والكراسي العلمية البحثية المتخصصة. وكل هذه الجهود والتكاتف الوطني ما كانت لتكون إلا للوقاية من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية في المقام الأول. وجهود الوزارة جهود مشهودة ومشكورة فيما تم إعداده من إدارة "فطن" من الحقائب والبرامج التدريبية وورش العمل والمسابقات التي خصصت لأجل البرنامج على مستوى جميع المناطق، وكذا نقل هذا البرنامج إلى الميدان التطبيقي بشكل ملموس. لذا أتمنى من إدارة وسفراء "فطن" إعطاء تغذية راجعة لعام دراسي مضى على تدشين تطبيق البرنامج للمجتمع باعتباره شريكا أساسيا، فالرسالة والهدف واحد، وهي إعداد المواطن الصالح. وبرنامج "فطن" كأي برنامج له رسالة ورؤية ومخرجات، والرسالة والرؤية تبلورها المدخلات والعمليات عليها، وكمسؤول عن "فطن" لا بد من العمل على المدخلات والعمليات لنرى (المخرجات) بنهاية عام 1438، حسب ما خطط له، ولنتساءل هل حقق المأمول منه أم لا؟ وبصفتي أحد المتابعين لهذا البرنامج الوطني أشرف بتقديم اقتراح لوزير التعليم أن يتم إشراك القطاع الخاص في آلية تطبيق "فطن" على الموظفين بهدف صناعة مزيد من الفكر الوطني لأبناء الوطن، والعمل على تطوير البرنامج ليصبح يوما ما أكاديمية متخصصة، وتأمين وقف خاص به لدعم ديمومة البرنامج، والعمل على زيادة التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على حث الخطباء يوم الجمعة لتّحدث عن هذا البرنامج الوطني "فطن". إن البرنامج بحاجة كبيرة إلى تفعيل دور المختصين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع، سواء أعضاء هيئة تدريس أو باحثين، وحبذا لو نشطت مراكز الأبحاث والدراسات العليا بالجامعات عن طرح مشاريع بحثية لدعم تطوير هذا البرنامج الوطني.