أظهرت تقارير السجل السعودي للأورام عن استمرار ارتفاع عدد حالات السرطان المشخصة بين المواطنين السعوديين بشكل ملحوظ وبنسبة زيادة سنوية تتراوح ما بين 4-5%، وعن وجود درجة كبيرة من التباين في أنواع ونسب أمراض السرطان في المملكة مقارنةً بدول العالم. كما أوضحت بعض الدراسات السريرية إلى وجود فوارق في الفئات العمرية للإصابة ببعض الأورام السرطانية وكذلك في درجة الاستجابة للعلاج مقارنةً بالمرضى في الدول المتقدمة، علماً أن مرض السرطان من أكثر الأمراض التي تهدد الصحة في العالم والمملكة، ومن المتوقع تضاعف أعداد الإصابة به بحلول 2030 نظراً للزيادة في عدد السكان وتحسين وسائل الكشف المبكر عن السرطان في المملكة. وفي إطار تنظيم العمل في هذا الشأن بدأ العمل بتأسيس المركز الوطني للأورام تحت مظلة المجلس الصحي السعودي ليكون المرجعية الرسمية لمكافحة السرطان ورعاية المرضى في المملكة ضمن المراكز الوطنية الصحية التي وافق المقام السامي على إنشاءها، حيث يتولى الإشراف على تنفيذ الخطة الوطنية وتنسيق العمل بين القطاعات الصحية ذات العلاقة في مكافحة وعلاج السرطان ومنع الازدواجية في العمل وتشتت الجهود ليشكل بذلك الانطلاقة الفعلية للبرنامج الوطني لمكافحة وعلاج السرطان وفقاً لخطط تنفيذية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. وقال الأمين العام للمجلس الصحي السعودي بالإنابة الدكتور عبدالله بن عوض الحريري، إنه إدراكًا بأهمية تحسين جودة الخدمات الصحية بمستوياتها الثلاثة المقدمة لمرض السرطان عبر إصدار المعايير المرجعية المبنية على البراهين للخدمة والأدلة السريرية اللازمة لرعاية المرضى تم إنشاء المركز الوطني للأورام، والعمل على تفعيل آليات التنسيق بين القطاعات الحكومية ذات العلاقة في تقديم خدمات العلاج والرعاية الصحية لمرضى السرطان، خصوصاً مع تفاوت معايير تقديم الخدمة الصحية بين القطاعات الصحية العاملة في المملكة. وأردف قائلاً بأن المركز الوطني للأورام يهدف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع السعودي عن مرض السرطان وعوامل الخطورة المؤدية له وتعضيد برامج الكشف المبكر والرعاية المتكاملة بمختلف مستوياتها وفق الأسس والطرق العلمية المبنية على البراهين، وإجراء وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بالسرطان، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للموارد لخفض معدلات المرض والوفيات بمشاركة جميع المؤسسات الحكومية والأهلية ضمن مفهوم الشراكة لصحة المجتمع.