حذر الاختصاصيون المشاركون في ندوة «خدمات الأورام في المملكة بين الواقع والمستقبل» التي اختتمت أنشطتها أخيرا في الرياض، من ازدياد عدد حالات السرطان في المملكة إلى أضعاف خلال ال 20 سنة القادمة. وأوصى المشاركون في الندوة القائمون على الجمعيات الخيرية لمكافحة السرطان بضرورة التركيز على ممارسة عملهم الأساسي المتمثل في تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية لمرضى الأورام من خلال تكوين مجموعات مساندة كما هو حاصل في الدول المتقدمة بهدف تقديم النصائح للمرضى وذويهم في كيفية التعامل مع المرض، وتكييف المريض اجتماعيا، كما شددوا على ضرورة إصدار قوانين تعنى بضمان حقوق المرضى والمرافقين لهم اجتماعيا ووظيفيا لتسهيل تلقي العلاج. وأوضح رئيس الجمعية السعودية للأورام الدكتور عصام المرشد، أن المملكة تحتضن أكثر من 10.513 حالة إصابة بالسرطان حسب الإحصائية الأخيرة الصادرة عن السجل الوطني للأورام، والتي بينت أن نصيب الرجال منها 50.5% والنساء 49.5% . وفي السياق نفسه, أوضح استشاري الأورام والعلاج بالأشعة الدكتور مشبب عسيري، أن عدد الحالات المسجلة للسرطان في المملكة تعتبر قليلة ، الإ أنه من المتوقع أن تزيد أضعافا، مما يدعو إلى ضرورة تأسيس مراكز متخصصة لعلاج السرطان وتجهيزها بأحدث أجهزة التشخيص والعلاج، بجانب تدريب الكوادر الصحية من أطباء وممرضين وفنيين متخصصين في مجال الأورام، وطاقم طبي مساعد، واختصاصين نفسيين واجتماعيين، ومرشدين دينيين لإدارة هذه المراكز ومقابلة هذا التحدي الناجم عن النمو السكاني، و تزايد العوامل المسببة للسرطان نتيجة اتجاه المجتمع إلى التحضر والصناعة. وأضاف عسيري «يجب أن تكون هناك معايير قياسية لإنشاء هذه المراكز والأقسام، يقابلها العمل على وضع المعايير الأساسية لإنشاء هذه الخدمات وقياس أدائها، وإصدار الأدلة السريرية المبنية على البراهين الطبية لضمان تقديم أعلى مستوى من الجودة». وشدد أمين عام الجمعية الدكتور خالد بالعرج، على أهمية الاستفادة من قطاع الرعاية الصحية الأولية في مكافحة المرض، وذلك لدورها الهام في مجال الوقاية والكشف المبكر ومتابعة مرضى السرطان في مناطق سكنية بالتنسيق مع المراكز العلاجية.