لم يستبعد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا على خلفية اتهام موسكو لكييف بتبني مخططات تخريبية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. وقال مدفيديف، في معرض تعليقه على الاشتباكات التي جرت مطلع الأسبوع الجاري بين قوات حرس الحدود الروسية ومجموعات تسللت من الأراضي الأوكرانية إلى القرم، وأسفرت عن مقتل اثنين من العسكريين الروس، إن هذا العمل التخريبي على الرغم من إحباطه، يعد عملا إجراميا. ويجب أن يكون هناك تحقيق لكي يتحمل مدبروه المسؤولية الجنائية. وأعرب ميدفيديف عن أسفه لإعطاء قيادة أوكرانيا بصفتها دولة شقيقة لروسيا، تفويضا لشن هذه الهجمات، عادا الهدف من هذه الخطوة يكمن في صرف انتباه الشعب الأوكراني عن المشاكل الداخلية. وفيما يخص قطع العلاقات الدبلوماسية، قال إذا لم يتبق لنا أي خيار آخر للتأثير على الوضع، فمن المحتمل أن يتخذ الرئيس فلاديمير بوتين هذا القرار. الانسحاب من المفاوضات من جانبه، أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي فلاديمير جباروف أن روسيا قد لا تكتفي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، بل وقد تنسحب من جميع العمليات التفاوضية، بما في ذلك ومن "صيغة نورماندي"، ومحادثات مينسك. أما السفير الأميركي في أوكرانيا جيفري بايت فقد صرح بأنه لا يستثني إمكانية أن تقوم واشنطن بفرض عقوبات إضافية على روسيا، وأن هذه الإمكانية تدرس فعلاً. فيما أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن الحديث حول رفع العقوبات عن روسيا لا يزال مبكراً. تأهب كييف ورفعت أوكرانيا حالة الاستعداد القصوى على الحدود مع شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس في شرق أوكرانيا بعد أحداث بداية الأسبوع، وتزامنا مع إعلان موسكو بأن مقتل العسكريين الروس لن يمر بدون عقاب. هذا في الوقت الذي أعلن حلف الناتو دعمه لأوكرانيا وطالب روسيا بعدم التصعيد. من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه كلف برفع درجة الجهوزية القتالية في كافة تشكيلات الجيش الأوكراني على الحدود مع القرم وفي دونباس. وقال إنه "عقد اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية.. وكلفت برفع مستوى الجهوزية القتالية في كافة التشكيلات الواقعة على الحدود الإدارية مع القرم، وعلى خط التماس في دونباس". كما كلف الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو وزارة خارجية بلاده بتنظيم مكالمات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقيادتين الفرنسية والألمانية بصيغة "نورماندي"، وكذلك من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. مراقبة الناتو من جانبه، أعلن ممثل حلف شمال الأطلسي" الناتو"، أن اتهامات روسيا بحق أوكرانيا، بشأن الأحداث في جزيرة القرم، غير مثبتة بأدلة. وتعليقا على الأحداث الأخيرة في القرم، قال "إننا نراقب بتمعن وقلق تزايد التوتر بين روسياوأوكرانيا"، مشيرا إلى أن أوكرانيا رفضت الاتهامات الموجهة لها من قبل روسيا، وأوضحت أنها تسعى نحو استعادة وحدة أراضيها عبر السبل السياسية والدبلوماسية حصرا. وشدد ممثل الناتو على أنه "يجب على روسيا بنفسها العمل على تخفيف التوتر نظرا لأنشطتها العسكرية في شبه الجزيرة.. لأن الحلف يرى أن النشاط العسكري الروسي الأخير في شبه جزيرة القرم لا يساعد على تخفيف حدة التوتر". ودعا روسيا إلى العمل على خلق أجواء للسلام ووقف التصعيد.