لم يستبعد مراقبون أمنيون مصريون صحة التقارير التي تحدثت عن لجوء العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في مصر، إلى استخدام الألغام الأرضية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية في صنع القنابل والمتفجرات التي تستخدمها لتنفيذ عملياتها. ويرجع المراقبون لجوء دواعش سيناء لاستخراج الألغام الأرضية، إلى الصعوبات التي تواجههم في الحصول على أسلحة جراء العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية، مما أدى إلى إعاقة إمدادهم بالسلاح، فضلا عن استفادة التنظيمات الإرهابية من الفوضى التي تعانيها ليبيا على الحدود الغربية مع مصر، والتي تتيح لتلك العناصر التحرك وسط حقول الألغام واستخراجها، مشيرين إلى أن تقارير دولية تؤكد أن هذه المنطقة تحوي أكثر من 20% من إجمالي عدد الألغام الأرضية في العالم، إذ يوجد بها ما يزيد على 22.7 مليون لغم وأجسام أخرى قابلة للانفجار، منها أكثر من 17 مليون لغم في منطقة العلمين والصحراء الغربية، تنتشر على امتداد 287 ألف فدان، أما النسبة الباقية فتنتشر في سيناء، حيث زرعتها القوات الإسرائيلية خلال الحروب المختلفة مع مصر، وتنتشر على امتداد 29 ألف فدان". وقال الخبير الأمني اللواء محسن عبدالفتاح، إن لدى مصر 10 تقارير على الأقل تبين استخدام الإرهابيين للألغام القديمة، وسبق للعناصر الإرهابية أن استفادت من الذخائر القديمة عام 2004، عندما قتلت 34 شخصا في انفجار في منتجع سيناء من طابا بقنابل مصنوعة من الذخيرة القديمة". ومن جانبه، أوضح رئيس هيئة البحوث العسكرية السابق، اللواء زكريا حسين، أن "الألغام الموجودة في الصحراء الغربية تتنوع بين ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للدبابات، وزادت درجة حساسيتها بشدة بسبب مرور عقود على زراعتها، فضلا عن صعوبة تحرك القوات الأمنية بشكل كبير لانتزاع هذه الألغام في ظل وجود الكثبان الرملية التي تتميز بها هذه المنطقة، مما يوفر للعناصر الإرهابية فرصة للتنقل ببطء بين حقول الألغام والحصول على ما يريدون منها".روما: الوكالات