في وقت الظهيرة وعندما اشتدت حرارة الشمس، شعر "سلمان" راعي الغنم في صحراء مطروح غرب الاسكندرية بالتعب، فقرر الحصول على بعض الراحة تحت ظل شجيرة، جمع بعض الأخشاب، وضعها فوق كومة من الرمل وأشعل فيها النار، لاعداد كوب شاي، فانفجر فيه لغم من بقايا الحرب العالمية الثانية، فأودى بحياته.. وقع الحادث يوم "الاثنين" الماضي في صحراء مصر الغربية، التي دارت على رمالها معارك الحرب العالمية الثانية، بين قوات الحلفاء بقيادة انجلترا، وقوات المحور بقيادة ألمانيا، وزرعت خلالها القوات المتحاربة 5.17 مليون لغم. ومع أن مصر لم يكن لها في هذه الحرب ناقة ولا جمل، إلا أن هذه الألغام حدائق الشيطان تهدد أمن وسلامة المواطنين، بعدما تسببت في مقتل 8 آلاف ضحية، بجانب آلاف أخرى من المعوقين، كما أنها تعوق التنمية وتعطل حتى استثمار 700 ألف فدان. المعروف أن مصر لها النصيب الأكبر من الألغام الأرضية على مستوى العالم، وتعد أكثر الدول تضررا من هذه المشكلة.. حيث يبلغ اجمالي الألغام الأرضية، ومخلفات الحروب شرقا وغربا بها نحو 23 مليون لغم قابل للانفجار، من اجمالى 102 مليون لغم مزروعة في '65' دولة، بما يوازي خمس ألغام العالم موزعة بين سيناء والصحراء الشرقيةوالغربية، وتقدر تكاليف استخراجها نحو 7 مليارات دولار.