تواصل لجان الأودية والعقوم ببلديات محافظاتجازان أعمالها المستمرة لصد السيول وفتح الطرق المتضررة التي احتجزت القرى والمواطنين، وذلك لضمان تيسير الحركة المرورية، فيما حولت الأمطار المتواصلة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية بداية أغسطس الذي توافق معه موسم "الغبرة" هذا العام، إلى أجواء ربيعية دفعت المواطنين إلى الخروج للتنزه والاستمتاع بالمناظر الخلابة. فتح طرق هروب استنفرت الجهات الحكومية في محافظة هروب شرق جازان أمس، جهودها في الوقوف على عدد من القرى والطرق المحتجزة، والتي تضررت جراء الأمطار الأخيرة التي شهدتها المحافظة، وذلك برئاسة محافظ محافظة هروب أحمد الفيفي. وأوضح رئيس بلدية محافظة هروب حسن أبوطالب ل"الوطن" أمس، أن البلدية قامت بفتح الطرق التي تضررت من الأمطار والسيول الأخيرة، ومنها طريق الرقاد والنشمة والمزرب والجشاء، وطريق الجزعة وجوة شهدان، كما واصلت إدارة الدفاع المدني بمحافظة هروب، حشد طاقتها وكوادرها البشرية، من خلال المسوحات الميدانية للأودية، والوقوف على فك الاحتجازات والانقطاعات التي تعانيها بعض القرى في هروب. كما شهدت طرق محافظة فيفاء انهيارات صخرية، مما أدى إلى إغلاقها، واحتجاز تام للمواطنين. وأوضح رئيس بلدية فيفاء سالم منيف أنه تم فتح عدد من الطرق الرئيسية والفرعية التي انقطعت بسبب الانهيارات، مثل طريق السلماني، وطريق ذراع آل يحيى، وجهة الحزام والكرس وقرضة، وطريق 20، والعبسية، وطريق 8 و12، والمزام وجهة العمامي، والنقيل والسربة، وآل الثويع وغيرها، والتي تضررت من الأمطار والسيول. أجواء ربيعية رصدت "الوطن" أمس جانبا من تلك الأجواء الربيعية الرائعة، حيث بدأت تشكيلات واسعة من السحب في الظهور بعد الظهر صاحبها هطول أمطار متوسطة فيما حل الضباب على الأجزاء المرتفعة بالمنطقة، مثل فيفا والريث والجبل الأسود، صاحبتها زيادة في هطول الأمطار، وخروج العديد من المصطافين والأهالي للتنزه والاستمتاع بالمناظر الآسرة. وأشار المحلل المناخي الراصد علي مشهور إلى أنه من المتوقع أن ينتهي موسم الغبرة في 20 أغسطس، لافتا إلى أن حالة "الرباب" التي شهدتها المنطقة منذ بداية أغسطس خلفت أمطارا غزيرة جدا، خاصة على جنوب المملكة ممتدة إلى الطائف، مبينا أن هذه الأيام تعد أول أيام موسم الأمطار على جنوب غرب المملكة، ويمتد موسم الأمطار حتى الثلث الأول من نوفمبر المقبل. محاصرة السيول يتذكر سكان محافظة أبوعريش قبل 15 عاما مداهمة سيول وادي عز الدين الذي تسبب وقتها في إجلاء 100 أسرة وإغراق 3 أحياء من المحافظة، لكن أبوعريش تصدت أول من أمس لمداهمة سيول الوادي المباغتة وساعدت المصدات في الحيلولة دون دخول السيول للمحافظة. فقد استنفرت السيول التي شهدتها محافظات منطقة جازان الجهات الحكومية إمارة جازان، والأمانة، والطرق والنقل، والدفاع المدني، والشرطة، والهلال الأحمر، والشؤون الصحية، للحد من وصول السيولللمحافظات والقرى، بعد أن غمرت الطرق العامة وأغرقتها. ففي محافظة أبوعريش حاصرت سيول وادي مقاب وعز الدين محافظة أبوعريش والقرى الجنوبية التابعة لها، مما أدت إلى انتشار اللجان المشكلة من المحافظات، لحصر الأضرار ومعاينتها، وصد تدفق السيول ومنعها بإنشاء عقوم ترابية، بعد أن تسببت في توقف الحركة المرورية بالطريق الدولي الرابط بين محافظتي أبوعريش وأحد المسارحة لساعات طويلة. حصر الأضرار أوضح المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني، أن لجان حصر الأضرار تعمل على مدار الساعة في كافة المحافظات، بمتابعة ميدانية من مساعد مدير الدفاع المدني اللواء علي العمري على المواقع المتضررة، مشيرا إلى أن لجان الأودية قامت بتدعيم مصدات حماية القرى، والتأكد من تحملها وقوتها. وأكد وكيل إمارة جازان الدكتور سعد المقرن، على ضرورة التواجد الميداني، ورفع درجة الاستعداد، وتوفير المعدات والكوادر البشرية للتعامل مع مثل هذه الظروف. أمطار الدرب استمرت الأمطار الغزيرة في الهطول بمحافظة الدرب والقرى التابعة لها وسط استنفار من الجهات المعنية. من ناحية أخرى، ومع جريان السيل بوادي عتود فقد تضرر مرتادو السوق الشعبي الأسبوعي، إذ دهم مكان بيع الشعير والأعلاف الذي يعتبر موقعه في الوادي خطيرا جدا، ودائما يتسبب بالزحام بسبب كثرة الشاحنات المحملة بالشعير والأعلاف الكبيرة التي تدخل في الموقع، وطالب الأهالي بتغيير موقعه الحالي إلى مكان آخر آمن. وأوضح رئيس بلدية الدرب المكلف المهندس إسماعيل معدي أنه جار تجهيز موقع السوق الخاص ببيع الأغنام والعلف وتم إنجاز 80% منه، وتوجد فيه حظائر مخصصة للبيع، وأيضا مسلخ لذبح الأغنام، وعند الانتهاء منه بالكامل خلال الأشهر الثلاثة القادمة سيتم تشكيل لجنة لنقل السوق من موقعه الحالي إلى الموقع الجديد. غرق جامع الأساملة داهمت مياه الأمطار جامع الملك عبدالعزيز بقرية الأساملة جنوب محافظة أبوعريش وحرمت المصلين من الصلاة فيه، ويعود ذلك لقدم بناء المسجد وهبوط أرضيته، وحاجته إلى إعادة البناء، ورغم المطالبات المتكررة لفرع الشؤون الإسلامية بجازان على مدار 3 أعوام بضرورة إعادة بناء الجامع الوحيد بقرية تعد من أكبر قرى المحافظة إلا أنه لم يحصل شيء من ذلك. وأوضح المتحدث الرسمي لفرع الشؤون الإسلامية في جازان محمد الكريري ل"الوطن" أن مشروع إعادة بناء جامع الملك عبدالعزيز بالأساملة أصبح الآن في آخر إجراءاته الإدارية المتعلقة باستخراج الرخص اللازمة لبدء التنفيذ، وذلك بعد مخاطبات تمت بين فرع وزارة الشؤون الإسلامية بجازان ومديرية الدفاع المدني وبلدية المحافظة. وأضاف الكريري أن تنفيذ المشروع سيبدأ قريبا، بإذن الله.