من مكتبه المتواضع في مبني ديوان الإمارة الذي يعتلي جبل الملح بوسط مدينة جازان ذكر الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ل"الوطن" في أول تصريح صحفي لسموه بعد توليه زمام إمارة المنطقة عام 1422، عبارتين قائلا: "لا أملك عصا سحرية لتغيير واقع تنمية جازان في يوم وليلة"، و"لم أندم على شيء كما ندمت على عشرات المشاريع التنموية التي اعتمدت لمحافظات جازان ولم تنفذ وعادت ميزانيتها لخزينة الدولة". وعرف الأمير بن ناصر من أول وهلة ثقل حقيبة الإمارة التي تولى أمر شؤون إدارتها والتي فاتها قطار التنمية لعدة عقود. لم يستسلم حينها الأمير القادم من الوسط العسكري (يعد الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الأمير الرابع عشر الذي يتولى إمارة المنطقة)، فأخذ على عاتقه تنمية الإنسان والمكان. فبدأ بوضع خططه مواصلاً العمل ليل نهار مستعينا بأبناء سلة غذاء المملكة الذين لا يعرفون اليأس في عملية بناء تنمية جازان. استثمار الإنسان عرف الأمير الفطن بأن أقصر الطرق للتنمية هو البدء بتنمية واستثمار الإنسان قبل المكان فبدأ أولا بتحقيق حلم أبناء جازان المتعطشين للعلم في بناء وافتتاح جامعة جازان التي أصبحت في فترة قصيرة "منارة الجامعات السعودية". ثم توجه إلى تجويد وإيجاد البنى التحتية، مع اهتمامه بجوانب أخرى في المنطقة، حيث ركز على جذب رؤوس الأموال للاستثمار بالمنطقة. فما هو إلا يوم وليلة حتى تحولت جازان من منطقة طاردة للاستثمار إلى منطقة جاذبة لرؤوس الأموال المحلية والخليجية والعالمية. فبدأت الشركات العالمية تتنافس على استثمارات مدينة جازان الاقتصادية، كما أوجد الأمير محمد بن ناصر، مدينة اقتصادية متكاملة، ومصفاة نفط، ومصانع السفن والحديد والألمنيوم والصناعات الكيميائية، وصوامع الدقيق ومصانع السكر وأحواض استزراع الروبيان، وفي نفس الوقت أعطى جل اهتمامه لمشاريع البنى التحتية وإيصال الخدمات الأساسية لكل قرية وهجرة بجازان. سلة غذاء وبعد عقد ونصف من زمن تولى أمير التنمية محمد بن ناصر إمارة منطقة جازان، أصبحت سلة غذاء المملكة مهوى أفئدة رجال الأعمال والمستثمرين وطالبي السياحة البكر على مدار العام وأصبحت جازان تصدر أفخر أنواع المانجو والفواكه الاستوائية والمحاصيل الإستراتيجية كالبن والكاكاو والروبيان إلى فنادق دول العالم المتقدم في أوروبا وأميركا وقصور شرق آسيا. وأصبح الحديد الذي تصنعه سواعد أبناء جازان هو الأفضل لتشييد مشاريع توسعة الحرمين والمشاريع العملاقة في مناطق المملكة كمشروع "مترو" الرياض وبدأت جازان تصدر دقيق وسكر مصانعها لباقي المناطق، بعد أن كانت قبل بضع سنوات تعاني من أزمات توفر الدقيق والحديد.