عبرت دوائر سياسية مصرية عن قلقها من محاولات إثيوبيا المتكررة لوضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق نهائي بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة ومياه النيل بما يضمن تحقيق مصالح البلدين ودون التأثير على حصة مياه مصر. يأتي ذلك بعدما نجحت إثيوبيا الأسبوع الماضي في إقناع دول منابع النيل بتمرير ما يسمى ب"خريطة أطلس حوض النيل" التي تتعامل مع منطقة شبه جزيرة سيناء المصرية باعتبارها ليست جزءاً من حوض النيل متجاهلة أنها تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية. وقال خبير الموارد المائية الدكتور خالد وصيف إن "وقائع التاريخ تثبت وقوع سيناء ضمن منطقة حوض النيل، حيث تحدث المؤرخ اليوناني هيرودوت في مؤلفاته التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، عن أن هناك خمسة أفرع لنهر النيل، من بينها الفرع البيلوزي الذي جري في أراضي سيناء منذ 7 آلاف سنة، كما كشف المؤرخ الراحل جمال حمدان في كتابه "شخصية مصر" أن فروع الدلتا تعرضت لعملية اختزال إلى عدد أقل من الفروع الأعمق والأوسع، فانقرض بعضها وأهمل البعض الآخر، أو ردم، كما هو الحال بالنسبة لأفرع النهر الممتدة إلى سيناء، مشيرا إلى أن لدى وزارة الري والموارد المائية المصرية خرائط تاريخية لدول حوض النيل تؤكد فيها أن سيناء جزء من الحدود المصرية، وأن أحد فروع النيل القديمة كانت موجوداً قبل حفر قناة السويس. وأضاف وصيف أن "مصر هي دولة المصب الأخيرة، وبالتالي يحق لها أن توزع حصتها المائية على أراضيها دون إملاء من أحد. حقوق مصرية قال الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية بمعهد الأهرام للدراسات الإستراتيجية، الدكتور أبو الفضل الإسناوي، إن الأطلس الذي تتحدث عنه إثيوبيا الآن يعتبر سيناء خارج حدود حوض النيل، ما يعني حظر توصيل المياه إليها، فهم يعتبرون أن أي جزء تأتي منه مياه لنهر النيل يتبع الحوض، وأي جزء تذهب إليه مياه النيل يتبع الحوض أيضا، وأي جزء آخر لا علاقة له بالنيل، يصبح لا علاقة له بالحوض، وبالتالي فإن سيناء بالنسبة له خارج حوض النيل لأنها لا يأتي منها مياه ولا تذهب إليها مياه من النيل". وأشار الإسناوي إلى أن "مصر لديها حوالي 10% في حوض النيل، وبالتالي من حقها توصيل المياه لكل الدولة، وحسب هذا المبدأ يمكن لمصر نقل المياه من نهر النيل إلى سيناء، لكن لا تستطيع توصيلها إلى إسرائيل أو ليبيا لأنهما لا تنتميان إلى دول حوض النيل. زيادة معدلات الأمطار يذكر أن وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبد العاطي شدد الأسبوع الماضي على أن مصر تتابع زيادة عرض النيل أمام سد النهضة باستخدام الأقمار الصناعية. وقال عبد العاطي، في اجتماع له مع لجنة إيراد النهر وإدارة المياه، إن "الصور التي تم التقاطها للمنطقة المحيطة بسد النهضة باستخدام الأقمار الصناعية أظهرت ازدياد العرض المائي لمجرى النيل الأزرق أمام السد، وذلك نتيجة لتزايد معدلات الأمطار على حوض النيل الأزرق، وهذا الأمر مرتبط بفترة الفيضان ويتلاشى تدريجياً مع انحسار الفيضان، وخروج هذه المياه المتجمعة عبر الفتحات السفلية الموجودة بجسم السد"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الفنية تتابع مدى انحسار تجمعات ورد النيل بشكل دوري من خلال صور الأقمار الصناعية".