وسط تداعيات الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا قبل نحو أسبوعين، اهتمت الصحف الألمانية برصد ردود الفعل والإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية وتأثير ذلك على العلاقات مع أوروبا. ونقلت صحيفة "بيلد" تصريحات رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أكد خلالها أن تركيا الحالية لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، مطالبا أنقرة بإحداث تحول سياسي سريع إن أرادت الاحتفاظ بفرص آفاقها الأوروبية المستقبلية، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل، تجعل هذا البلد يضيع فرصة عضويته في الاتحاد الأوروبي، خصوصا في حال إعادة الأتراك العمل بعقوبة الإعدام. وقال شولتز، إن على الأوروبيين أن يعلموا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن استمرار تعاونهم الوثيق مع بلاده وضمانهم لدعم نهضتها الاقتصادية، مرتبطان بإنهاء تطلعه لتحويل تركيا إلى حكم الرجل الواحد، مشددا على أن هذا المسعى سيعرض تركيا إلى أزمة، لا سيما أن استمرار النهضة الاقتصادية في هذا البلد بحاجة إلى التبادل التجاري مع أوروبا التي حققت للأتراك مزيدا من النمو وفرص العمل. ورقة اللاجئين نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج"، مقالا للكاتب دانييل بروسيلر بعنوان "أرقام خاطئة لخلق عدو متوهم"، قال فيه "إنه لن يكون بمقدور الاتحاد الأوروبي التدليل على قدرته الذاتية إن استمر في التعامل مع تركيا إردوغان كمرشح جدي لعضويته". وذكر أن إردوغان اتهم الاتحاد الأوروبي بإرسال ما بين مليون يورو أو مليونين فقط من أصل ثلاثة مليارات وعد الاتحاد بإرسالها إلى تركيا لمساعدتها على استيعاب اللاجئين، في حين أن المفوضية الأوروبية أكدت تحويلها 105 ملايين يورو لتركيا من المساعدات المتفق عليها بينهما ضمن اتفاقية استعادة اللاجئين، وقال إن إردوغان يستخدم أرقاما خاطئة لتشويه الاتحاد الأوروبي لتقليل قيمة انتقاداته للإجراءات التركية التي أعقبت الانقلاب. وعدّ بروسيلر أن صورة الاتحاد الأوروبي وتركيا كشريكين يتعاونان في وقت الخطر لم يتبق منها كثير، مشيرا إلى احتمال لجوء إردوغان بعد استخدام الأرقام الخاطئة إلى استخدام سلاحه الخطير المتمثل في اتفاقية اللاجئين.