اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز اليوم (الأحد)، أن على الاتحاد الأوروبي ألا يقدم أي تنازلات لتركيا في مجال حقوق الإنسان، مبدياً من جهة ثانية ثقته بنجاح الاتفاق المبرم معها لإدارة أزمة اللاجئين. وبموجب الاتفاق المثير للجدل، تستقبل تركيا المهاجرين غير الشرعيين القادمين من اليونان اعتباراً من الغد، تزامناً مع بدء برنامج استقبال طالبي اللجوء السوريين في الدول ال 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتلقت تركيا مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي وتنازلات أخرى، لكن شولتز شدد في حديثه إلى صحيفة «بيلد أم تسونتاغ» الألمانية، على أن أوروبا يجب ألا تتنازل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما يتعلق الأمر بالحريات الأساسية. وقال إن الرئيس التركي «ذهب أبعد مما ينبغي» عندما استدعت حكومته الشهر الماضي السفير الألماني بسبب أغنية مصورة تهزأ بأردوغان. واعتبر شولتز، وهو ألماني، أن «من غير المقبول أن يطلب رئيس دولة أخرى منا فرض قيود على الحقوق الديموقراطية في ألمانيا لأنه شعر بأنه تمت السخرية منه». وأضاف: «علينا ألا نسكت عن انتهاكات الحقوق الأساسية في تركيا لمجرد أننا نتعاون معها في قضية اللاجئين، على العكس، علينا أن ندين هذه الانتهاكات وأن نبقى في حوار دائم مع تركيا حول قضايا حرية التعبير وحقوق الإنسان». وعلى رغم ذلك، أعرب شولتز عن «تفاؤله» بنجاح الاتفاق مع تركيا في شأن اللاجئين، وقال: «وافقت كل دول الاتحاد الأوروبي على هذه الخطة، وألمانيا وحدها مستعدة لقبول 40 ألف لاجئ، وفرنسا 30 ألفاً والبرتغال 10 آلاف». وأضاف: «بعد أن ننجح في توزيع مجموعة أولى من اللاجئين في الاتحاد الأوروبي، أنا واثق بأن الأمور ستمضي قدماً». وتابع شولتز: «في العام 2016، لن نشعر بالضغط نفسه الذي شعرنا به العام الماضي»، عندما وصل أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا وحدها. ولفت إلى أن «وقف اطلاق النار يسري في سورية منذ أسبوعين، وهذا قياسي»، موضحاً أن «إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية يتراجعون، والمساعدات المالية ساهمت في تحسين أوضاع مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن».