فيما لا تزال تداعيات ضم ميليشيات الحشد الشعبي للجيش العراقي تتواصل، مثيرة استياء واسعا وسط النخب السياسية، دعا مؤسس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محسن رفيق دوست إلى تكرار التجربة في العراق، معلنا استعداده لنقل خبرته في هذا المجال، وتشكيل "حرس ثوري عراقي"، على أن تسهم طهران بصورة مباشرة في تسليحه وتدريب عناصره. وقال دوست "الحرس الثوري الإيراني نموذج ممتاز وناجح ومجرب على المستوى الدولي، ويمكن أن يكون قدوة جيدة جدا لدول المنطقة"، حسب زعمه. وكان قرار رئيس وزراء العراق حيدر العبادي بجعل الحشد الشعبي جزءا من القوات المسلحة، أثار غضب عدد من القوى السياسية وشخصيات عشائرية، مطالبة بتنفيذ إجراءات حصر السلاح بيد الدولة، وتشريع قانون الحرس الوطني، معربة عن قلقها من اتساع النفوذ الإيراني في العراق، كون بعض فصائل الحشد مرتبطة بطهران. يذكر أن عضو مجلس الشورى الإيراني النائب محمد صالح جوكار، كان قد كشف عن جزء من الخطة الإيرانية حول تشكيل قوات حرس ثوري عراقي، مشيرا إلى أن هذه القوات يمكن أن تتشكل من خلال دمج الفصائل والميليشيات الشيعية في العراق.
تجاهل متطوعي العشائر أبدى اتحاد القوى العراقية، ممثل المكون السني في السلطتين التشريعية والتنفيذية استغرابه من تجاهل ضم متطوعي العشائر في محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى إلى المؤسسة العسكرية الرسمية، نظرا لدورهم في تحرير مدنهم من سيطرة تنظيم داعش. وقال عضو الاتحاد، النائب عبدالقهار السامرائي، إن قرار العبادي الأخير جاء لصالح جهات سياسية مشاركة في الحكومة، تمتلك فصائل مسلحة استطاعت بنفوذها أن تحصل على قرار يكرس ظاهرة السلاح المنفلت، بكل ما تحمله من تداعيات أمنية ومخاطر تهدد السلم الأهلي، محملا الحكومة مسؤولية تعطيل تنفيذ حصر السلاح بيد الدولة. من جانبه، طالب القيادي في الحشد العشائري بمحافظة الأنبار العميد أحمد البيلاوي بإنصاف أفواج العشائر، ونبذ سياسية الكيل بمكيالين في التعامل مع المتطوعين، وقال إن أفواج العشائر ضمت آلاف المتطوعين شاركوا مع القوات الأمنية في تحرير مدنهم، فيما لم تمنحهم الحكومة أسلحة ومعدات حديثة مقارنة بفصائل الحشد الشعبي، لافتا إلى أن هذه الأفواج في حاجة إلى الدعم لتعزيز قدراتها للسيطرة على الأرض وبسط الأمن في المدن المحررة.
مزيد من الانقسام يرى مراقبون أن قرار العبادي الأخير منح ميليشيات الحشد الشعبي الصفة الشرعية سيزيد الانقسام بالعراق، كما سيؤثر على علاقاته الخارجية، لا سيما بعد الانتقادات الدولية الواسعة التي وجهت للميليشيات بعد التجاوزات الكبيرة التي ارتكبتها بحق المواطنين السنة في المناطق التي تم تحريرها من داعش. مشيرين إلى أن زعماء الميليشيات هددوا من قبل باقتحام سجن الناصرية جنوبي العراق، لتنفيذ أحكام الإعدام بحق بعض المحكومين، فضلا عن منعها آلاف النازحين من أهالي ناحية يثرب جنوبي صلاح الدين من العودة إلى مناطق سكنهم، وتكرر الموقف ذاته في ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل.
تجاوزات حكومية - ضم الحشد الشعبي للجيش - تجاهل مقاتلي العشائر - توزيع السلاح على الميليشيات - تشجيع الاعتبارات المذهبية - الارتباط بالمصالح الإيرانية