علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها، أن مساعي الحكومة العراقية لعقد مؤتمر مصالحة وطنية باءت بالفشل بعد تبلغها من فصائل مسلحة وجهات سياسية سنية رفضها المشاركة فيه ل «غياب الثقة»، وطالبت بمؤتمر دولي لمناقشة الأزمة. وقال كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ الأنبار ومقيم في عمان في اتصال مع «الحياة»، إن «مسؤولين في الحكومة وفصائل مسلحة وجهات سياسية معارضة أجرت محادثات استمرت أكثر من شهر فشلت في الاتفاق على عقد مؤتمر للمصالحة». وأضاف أن «اجتماعاً موسعاً عقد قبل يومين حضرته هيئة علماء المسلمين والجيش الإسلامي والمجلس العسكري العام لثوار العراق وجبهة الجهاد والتحرير وحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس شيوخ عشائر الأنبار وأنصار السنة ومجلس شيوخ عشائر نينوى وجهات أخرى تحفظت على كشف اسمها». وأوضح أن «الاجتماع تناول محورين، الأول الخطة التي تنفذ في هذه المحافظات بتخييرها إما القبول بالميليشيات الشيعية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية أو تركها تواجه الدولة وحدها». وأكد أن «المجتمعين قرروا بالإجماع رفض المشاركة في مؤتمر مصالحة تسعى إليه الحكومة لأنها جزء من المشكلة، ولا يمكن حضوره من دون مشاركة دولية وعربية وإسلامية». واقترح أن يكون «الاتحاد الأوربي الجهة الداعية». وزاد أن «قرار الأطراف التي حضرت الاجتماع أول موقف رسمي للفصائل السنية والجهات السياسية المعارضة من حكومة حيدر العبادي»، وأشار إلى أن «المجتمعين يعتبرون الحكومة غير مؤهلة لعقد مصالحة، كما أنها سكتت أمام جرائم تعرض لها السكان السنة في ديالى وصلاح الدين والأنبار». وتابع أن «المجتمعين يتهمون الحكومة بالازدواجية في التعامل، إذ قربت الميليشيات الشيعية ودعمت الحشد الشعبي بالمال والسلاح ومنحته صلاحيات واسعة بينما تركت سكان المدن من العشائر السنية من دون سلاح». وقال إن «الاجتماع بحث في عمليات التغيير الديموغرافي التي تشهدها مناطق حزام بغداد وديالى وسامراء على أيدي قوات الأمن والفصائل الشيعية». وكشف المحمدي عن أن «المجتمعين اتفقوا على تشكيل وفد عشائري بارز يضم رجال دين بارزين يجول على عدد من الدول العربية لمناقشة الكارثة التي تتعرض لها المدن السنية أمنياً وإنسانياً فضلاً عن البحث في أزمة النازحين». الى ذلك، قال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» أمس، إن «سكان المحافظة يشعرون بالاستياء من وضعهم أمام خيارين، إما القبول بدخول قوات الحشد الشعبي أو مواجهة مصير داعش». وأوضح أن «غالبية مدن الأنبار الكبيرة أصبحت تحت سيطرة داعش ويواصل التنظيم توسيع نفوذه الى ناحية البغدادي، ويتجاهل التحالف الدولي تحذيراتنا منذ شهور».