أعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أمس، أن الرباط قررت العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بعد أن انسحبت منه في 1984، احتجاجا على قبوله انضمام "الجمهورية الصحراوية" التي أسستها جبهة البوليساريو المنادية باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، لتظل عضوية الرباط بعدها معلقة في المنظمة، ثم في الاتحاد الإفريقي الذي تأسس في يوليو 2001، ويضم حاليا 54 دولة. وقال الملك في رسالة إلى قمة الاتحاد المنعقدة في كيجالي، "المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع". وفيما يتطلب استعادة الرباط لعضويتها في الاتحاد الإفريقي، تصويت المفوضية الإفريقية على ذلك، جددت رئيسة الاتحاد، نكوسازانا زوما، أمس في اليوم الأول من قمة الاتحاد في كيجالي تأكيد دعم الاتحاد لاستقلال الصحراء الغربية. وأشار الملك المغربي في رسالته إلى واقعة انسحاب الرباط من المنظمة القارية في 1984، قائلا "إن فرض أمر واقع لا أخلاقي، والانقلاب على الشرعية الدولية، دفع المملكة المغربية، تفاديا للتجزئة والانقسام، إلى اتخاذ قرار مؤلم، يتمثل في الانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية. ومن المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية. كما أنه من الصعب أيضا القبول بمقارنة المملكة المغربية، كأمة عريقة في التاريخ، بكيان يفتقد لأبسط مقومات السيادة، ولا يتوفر على أي تمثيلية أو وجود حقيقي"، مؤكدا أن قرار العودة إلى الاتحاد "تم اتخاذه بعد تفكير عميق وهو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة، مضيفا "من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد على تجاوز كل الانقسامات". تصحيح الأخطاء أوضحت الوكالة أن رسالة ملك المغرب سلمها رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي للرئيس التشادي إدريس ديبي، الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد. وأكد الملك محمد السادس أن الرباط "تثق في حكمة الاتحاد، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي"، مشددا على أن إفريقيا المؤسساتية لا يمكنها بعد الآن أن تتحمل أوزار خطأ تاريخي، وإرث ثقيل، وتساءل "أليس الاتحاد في وضعية تعارض واضح مع الشرعية الدولية؟، فهذا الكيان المزعوم "الجمهورية الصحراوية" ليس عضوا لا في منظمة الأممالمتحدة، ولا في منظمة التعاون الإسلامي، ولا في جامعة الدول العربية، ولا في أي هيئة أخرى، سواء كانت شبه إقليمية أو إقليمية أو دولية. فهل سيظل الاتحاد الإفريقي مصرا على مخالفة المواقف الوطنية للدول الأعضاء، حيث لا تعترف 34 دولة على الأقل، أو لم تعد تعترف بهذا الكيان؟ وحتى ضمن 26 بلدا الذين انحازوا لجانب الانفصال سنة 1984، لم يعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول". وأوضح الملك المغربي أن قرار العودة اتخذ لأنه لا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي. سحب الاعتراف يذكر أن المغرب عمل خلال سنوات انسحابه من المنظمة الإفريقية على إقناع العديد من الدول بسحب اعترافها بالجمهورية التي أعلنتها البوليساريو من جانب واحد.