ذكر الأديب الراحل غازي القصيبي أن كتابه "ثورة في السنة النبوية" الصادر عن دار الساقي 2003، ليس سوى دعوة يقدمها لباحثين آخرين، ليقوموا بجولاتٍ أوسع وأعمق تنتهي كلها إلى الهدف المرجو، وهو أن يقتنع المسلمون بقلوبهم لا بألسنتهم أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج. كشف أسباب الفساد: هناك 3 عوامل يرى القصيبي، أنها تجعل الفساد ظاهرة مستشرية في مجتمعات المسلمين: * استئثار الأقلية بالموارد على حساب الأغلبية. * انعدام المؤسسات التي تسهر على حماية المال العام. * ضعف الوازع الخلقي. البخشيش في نظر الغرب: كلمة بخشيش أصبحت مرادفة في المنظور الغربي للفساد بمختلف ألوانه وأشكاله، ولا يهم أصل الكلمة عربي أم تركي أم فارسي، ما يعنينا أنها تعتبر في الغرب كلمة إسلامية. الموظف الفاسد: في الجاهلية كان شعارها "الدنيا لمن غلب"، تحدث رسول الله عن مصير الفاسدين المرعب، وكان مجتمعاً ناشئاً لا يعرف شيئاً عن قواعد الخدمة المدنية، صور نبي الله عذاب من يجيء يوم القيامة يحمل بعيراً تلقاه رشوةً، فماذا سيكون حال موظف اليوم، إذا جاء الواحد منا يوم القيامة، يحمل عمارة من عشرين دوراً، أو أسطولاً من السيارات الضخمة الفخمة؟ براءة الإنسان: حديث رسول الله لسعد بن عبادة حين قال: أرأيت لو أني وجدت مع امرأتي رجلاً: أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ فقال رسول الله: نعم. الإصرار الرائع على أن الإنسان بريء حتى تثبت إدانته، وأن الإدانة، لا تثبت إلا بإجراءات محددة سلفاً، هذا الإصرار على البراءة حتى يثبت عكسها جاء على لسان رسول الله قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، سبق النبي بهذا التوجيه عصره بل سبق من جاء قبله، سبق محاكم العصر في الشرق والغرب. حرمة المكان: أتى أعرابي إلى باب رسول الله فألقم عينه خصاصة الباب فبصر به رسول الله فتوخاه بحديدة - أو عود - ليفقأ عينه، فلما أن بصر به انقمع، فقال له النبي: "أما أنك لو ثبتّ لفقأت عينيك". وفي رواية أن النبي قال: من اطلع في بيت قوم، بغير إذنهم، فافقؤوا عينه: فلا دية له ولا قصاص. حماية الخصوصية: الغريب المضحك المبكي، أننا تركنا هذه الأحاديث في متون الصحاح، ولم نقتبس منها التشريعات الكفيلة بحماية الحياة الشخصية، ففي عالمنا الإسلامي، يقتحم الناس منزل المرء من أعداء وأصدقاء، من دون استئذان أو استئناس، أما التنصت على المكالمات فلم يعد حكراً على الجهة المختصة بل أصبح متاحاً للهواة، ويعج العالم بجماعات تحطم الأبواب وتدخل المنازل عنوة، بحجة منع الرذيلة، دون أن تجد من يعاتبها فضلاً عمن يفقأ عينها. الكاتب في سطور: * عمل أستاذا مساعدا في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385 * ومستشارا قانونيا في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة. * وعميدا لكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391. * ومديرا للمؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393. * ووزيرا للصناعة والكهرباء 1976 / 1396. * ووزيرا للصحة 1982 / 1402. * وسفيرا للسعودية لدى البحرين 1984 / 1404. * وسفيرا للسعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412. * ووزيرا للمياه والكهرباء 2003 / 1423. * ووزيرا للعمل 2005 / 1425. مما صدر له: - العصفورية - سعادة السفير - الجنية - رجل جاء وذهب - رواية 7 - العودة سائحا إلى فلوريدا - دنسكو - هما - حكاية حب - من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟ - اللون عن الأدوار - أقصوصة الزهايمر - حياة في الإدارة