انتشرت بشكل مفاجئ في العاصمة بغداد أمس، وحدات عسكرية معززة بمدرعات ودبابات رافقها إغلاق الجسور والشوارع العامة الرئيسية في العاصمة. وبينما تضاربت الأنباء بشأن أسباب الانتشار الأمني المكثف، شوهدت آليات تابعة لفصائل الحشد الشعبي تتمركز في ساحة التحرير بمنطقة الباب الشرقي، ما اضطر البغداديين للعودة إلى منازلهم لتعذر وصولهم إلى أماكن عملهم نتيجة قطع جسور الجمهورية والسنك والجادرية المؤدية إلى المنطقة الخضراء، فضلا عن جسرين يقعان قرب مقر رئاسة الجمهورية في حي الكرادة. وكانت قيادة عمليات بغداد عزت أسباب انتشار القوات إلى الاستعداد لتنظيم استعراض عسكري قريبا. أسباب الانتشار قال الخبير الأمني هاشم الهاشمي في حديث إلى "الوطن" إن فكرة تنظيم استعراض عسكري في بغداد لا يعكس حقيقة الوضع الأمني في حزام العاصمة وانهياره في بعض المناطق. وقال "صاحب فكرة الاستعراض في شوارع بغداد الرئيسية بالدروع المختلفة والمدافع الثقيلة والمتوسطة، عليه أن يعلم بأن الإرهاب لم تهزمه الاستعراضات وسط العاصمة، وأن التظاهرات والاحتجاجات لن تكسر عزيمتها الاستعراضات"، في إشارة إلى أن الفكرة جاءت على خلفية دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تنظيم تظاهرة "مهيبة " في بغداد الجمعة المقبلة. وكانت مصادر أمنية ذكرت في وقت سابق، أن القوات نفذت عمليات دهم وتفتيش في مناطق متفرقة من العاصمة شملت أحياء الكرادة والبتاويين، والفضل بجانب الرصافة، وأخرى في الكرخ، بينما لم تتبين أسباب انتشار فصائل الحشد الشعبي. تحرير الموصل ألقت طائرات القوة الجوية أمس منشورات على مدينة الموصل لتبلغ الأهالي بقرب تنفيذ عملية عسكرية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش. وذكر بيان للعمليات المشتركة أن المنشورات تضمنت دعوة أهالي مدينة الموصل للتعاون مع القوات الأمنية لحسم المعركة بسرعة وبأقل الخسائر المدنية. وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ونظيره الكندي هارجيت ساجان، وصلا أول من أمس إلى بغداد في زيارة مفاجئة للقاء عدد من المسؤولين العراقيين. تأهب أميركي أعلن كارتر في وقت سابق استعداد بلاده للمشاركة في عملية استعادة نينوى من سيطرة تنظيم داعش، وقال في تصريح صحفي "الولاياتالمتحدة وقوات التحالف الدولي مستعدون لاستخدام قاعدة القيارة الجوية التي حُررت حديثا منطلقا للمعركة التي ستخوضها القوات العراقية، بدعم المستشارين الأميركيين لتحرير مدينة الموصل"، مؤكدا أن المستشارين الأميركيين مستعدون لمصاحبة الفصائل العراقية إذا تطلب الأمر ذلك، لافتا إلى أن قاعدة القيارة ستكون "أحد المحاور الرئيسية التي ستنطلق منها القوات العراقية، وسيصاحبهم مستشارونا أيضا إذا تطلب الأمر، وهي تتقدم نحو تطويق القاطع الجنوبي للموصل، وهذا هو الدور الإستراتيجي لقاعدة القيارة". من جانبه، قال المستشار في وزارة الدفاع العراقية نصير نوري في تصريحات إلى "الوطن" إن زيارة وزير الدفاع الكندي تأتي في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، على مستويات التدريب والتجهيز وتقديم الاستشارة في مواجهة الجماعات الإرهابية.