يُكثف الجيش العراقي جهوده، بدعم من القوات الأميركية لاستكمال الربط بين قاعدة القيارة الجوية التي سيطر عليها أخيراً في قضاء مخمور، وفصلها عن شمال صلاح الدين وغرب كركوك، حيث يسيطر «داعش». وأجرى وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الذي زار بغداد أمس، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الكندي هارجيت سينغ ساجان، لقاءات مع المسؤولين العراقيين، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، ركزت على مناقشة معركة تحرير الموصل. وأكد كارتر أن واشنطن ستساعد في تأهيل قاعدة القيارة لتصبح منطلقاً استراتيجياً لتحرير الموصل، وسترسل 560 عسكرياً إضافياً ليرتفع عديد قواتها في العراق إلى 4600 جندي، لكن الكونغرس أعلن أن هذه الزيادة، بالإضافة إلى القوات الموجودة في افغانستان، توجب على الرئيس باراك أوباما وضع موازنة إضافية. وتعد سيطرة القوات العراقية على القيارة، قرب الموصل قبل أيام، في منتهى الأهمية، على ما قال قادة في الجيش، فهي تسمح بتشكيل خط دفاع يمتد من القاعدة وصولاً الى مخمور، على مسافة 40 كيلومتراً، يحول دون إمكان الاتصال والتنقل بين قادة «داعش» ومسلحيه في الموصل، وعناصره المنتشرين في الشرقاط (50 كيلومتراً جنوب القاعدة) والحويجة (100 كيلومتر جنوب شرقي القيارة) والقرى والبلدات المحيطة بهما، جنوب الخط المذكور. ويقول القادة العسكريون إن عمليات مخمور التي انطلقت قبل نحو شهرين، وصلت الى قرى جنوب الشرقاط، ما جعلها على مسافة تقل عن 30 كيلومتراً عن قاعدة القيارة. وأن سيطرة القوات القادمة من الصحراء على تلك القاعدة، من دون المرور بمنطقة الشرقاط التي يسيطر عليها «داعش»، سيجعل دخول المدينة سهلاً خلال أيام من دون معارك، والأمر ينطبق على الحويجة أيضاً. ووصف كاتر تحرير قاعدة القيارة ب «الانتصار الإستراتيجي»، وقال إن «قوات الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي مستعدة لاستخدامها وجعلها منطلقاً للمعركة التي ستخوضها القوات العراقية بدعم المستشارين الأميركيين لتحرير الموصل»، مضيفاً أن «هؤلاء مستعدون لمصاحبة الفصائل العراقية إذا تطلب الأمر ذلك». وأضاف أن «السيطرة على القاعدة الجوية تتيح لنا تأسيس موقع إسناد لوجستي قرب الموصل»، مؤكداً زيادة عدد القوات الأميركية، وتكثيف الدعم للجيش العراقي. لكن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي ماك ثورنبيري، وهو من الحزب الجمهوري، قال إن على أوباما تقديم موازنة إضافية إلى الكونغرس لتغطية نفقات زيادة عدد العسكريين في العراق وأفغانستان. إلى ذلك، أفاد الناطق باسم العبادي سعد الحديثي «الحياة» بأن «زيارة وزيري الدفاع الأميركي والكندي بغداد تأتي في إطار التعاون بين العراق ودول التحالف الدولي». وأضاف: «أن لقاء كارتر برئيس الوزراء والقادة العسكريين هدفه التنسيق والتعاون والاطلاع ميدانياً على سير العمليات العسكرية، فضلاً عن تعزيز قدرة قواتنا التي حققت المزيد من الانتصارات بتحرير معظم الأراضي من سيطرة داعش، كما تهدف إلى الإطلاع على رؤية القادة العسكريين العراقيين، خصوصاً في نينوى بعد استعادة قاعدة القيارة وكيفية الاستفادة منها في معركة الموصل التي ستكون من أهم المعارك».