عبدالهادي الشهري من أهم مفردات الدراسة عند وضع جدول دراسي لمادة ما، أن تكون موضوعات المادة المراد تدريسها متلائمة زمنيا مع أسابيع الدراسة، بحيث يستطيع المعلم تغطية الموضوعات كافة في المنهج المقرر. ثانيا، أن تكون أسابيع الدراسة متصلة دون انقطاع، وهو أمر بالغ الأهمية، لأنه يخلق الجدية والمثابرة بإحساس الطالب، بأن أمامه هدفا سيبلغه في نهاية الفصل. وقد عانيت الأمرّين خلال اشتغالي بهذه المهنة السامية؛ فالطلاب ما إن يبدؤوا في التأقلم مع أجواء الدراسة حتى تباغتهم إجازة الحج "في السنوات الماضية عندما كان الفصل الأول يبدأ بعد إجازة عيد الفطر"، ثم وضع للفصل الثاني إجازة في منتصفه لمدة أسبوع بدعوى أن الفصل الثاني طويل لاتصاله!، ولا بد من إجازة للطالب في منتصفه أسوة بالفصل الأول!، فأصبح للفصل الواحد بدايتان بداية شبه جادة مع بداية الفصل وبداية أخرى فاترة وبغيضة بعد إجازة منتصف الفصل. هذا الانقطاع عن الدراسة يستلزم عناء من المعلم إذا وجد الوقت الكافي لمراجعة ما تمت دراسته، وفي الغالب لن يجد، لأن معظم الطلاب يستبقون أسبوع الإجازة بأيام تصل إلى أسبوع عرف في أروقة وزارة التربية والتعليم بالأسبوع الميت، ويحمّل فيه المعلمون ومديرو المدارس مسؤولية تغيب الطلاب في هذا الأسبوع والأسبوع الذي يسبق الامتحانات! ويبدو أن الوزارة عدّت أسبوع إجازة منتصف العام الدراسي الثاني هو القاعدة التي يبنى عليها أي فصل دراسي، فها هي تخصص أسبوعا لإجازة أخرى في منتصف الفصل الدراسي الأول!، وتخلق نموذجا فريدا وغير محتذى في دول الجوار! إذن، فالمحصلة الآن 4 أسابيع "ميتة"، وأسبوعان إجازة في العام الواحد، أي 6 أسابيع كاملة تذهب هباء منثورا، وليت الأسابيع الستة تلك متصلة فيستفيد منها الطلاب في سفر أو خلافه، لكنها تتخلل العام الدراسي فتنهكه بتلك الانقطاعات، وتسهم في موت بقية الأسابيع، والله المستعان.