تعتبر مقتنيات الحجرة النبوية والتي يطلق عليها في الوثائق والمصادر التاريخية "الأمانات المقدسة" أو الأمانات المباركة"، من أهم عوامل الجذب الثقافي والسياحي في تركيا، حيث إنها عبارة عن مقتنيات نفيسة ومصاحف أثرية، وكنوز كانت محفوظة داخل الحجرة الشريفة في المسجد النبوي الشريف، تعود إلى سلاطين وملوك وأمراء وباشوات تم وقفها وإهداؤها وحفظها داخل الحجرة المطهرة، وظلت على مر العصور في ذلك المكان، إلى أن تم نقلها إلى الخزانة السلطانية في "قصر طوب كابي سراي". ويقول المرشد السياحي المقيم في إسطنبول إسحاق الصيني: "كل من يأتي لإسطنبول يضع متحف الأمانات المقدسة في قصر طوب كابي سراي ضمن برنامجه السياحي، وتشهد لذلك الطوابير الطويلة التي تضم كل أجناس العالم والزحام الدائم عند متحف الأمانات المقدسة، والأتراك يحرصون عليها وعلى التعريف بها عبر الكتيبات والمجلات والأفلام الوثائقية كذلك طريقة العرض لها تزيد الإقبال" مضيفاً "إن تصوير الأمانات المقدسة داخل المتحف ممنوع والتشديد قوي لهذا المنع خوفاً عليها من التقليد".
متحف طوب كابي سراي من أهم مقومات الجذب السياحي في تركيا المتاحف المنتشرة في أغلب مدنها إلا أن متحف "قصر طوب كابي سراي" يعد أهم متحف في تركيا، خصوصا أنه يقع في إسطنبول بالمنطقة التاريخية المعروفة باسم "السلطان أحمد"، وأهم قيمة موجودة في داخل هذا المتحف "الأمانات المقدسة" المجلوبة من المدينةالمنورة، وهي من أهم وأثمن الموجودات داخل متحف القصر.
من المدينةالمنورة إلى تركيا تذكر الكثير من الوثائق التاريخية قصة انتقال هذه "الأمانات" إلى إسطنبول في أوج الحرب العالمية الأولى تحديداً في عام 1335ه/1917. وتكشف الوثائق التي اطلعت عليها "الوطن" وترجمها المؤرخ الدكتور سهيل صابان أن نقل هذه الأمانات تم بناء على آلية دقيقة ومحضر رسمي حصر هذه الأمانات، شارك فيه مدير المسجد النبوي آنذاك ورافق الأمانات حتى وصلت إلى الخزانة السلطانية، وحفظت في ملف تحت تصنيف DUIT 2-3/52، ويتضمن تسعة خطابات صادرة من جهات رسمية عليا في الدولة العثمانية، هي: كاتب السلطان الذي يبلِّغ الإرادات السلطانية، الصدر الأعظم، وهو رئيس الوزراء في الدولة العثمانية، نظارة الأوقاف: أي وزارة الأوقاف، شيخ الإسلام، وهو أعلى منصب ديني. ويتضمن الملف أيضًا قائمة من ست صفحات، فيها وصف دقيق لثمانين قطعة من المقتنيات النفيسة: مصاحف أثرية، مجوهرات، شمعدانات وعلاقات وسيوف من معادن ثمينة أو مطعمة بها".