تعد المدينة الكبيرة الوحيدة الواقعة في قارتين هما آسيا وأوروبا عند الطرف الجنوبي من خليج البوسفور الذي يقع إلى الشمال الغربي من تركيا ويربط البحر الأسود ببحر مرمرة، ويفصل خليج البوسفور وجسر السلطان محمد الفاتح.. إنها مدينة اسطنبول تلك المدينة التي تعد من أهم مدن العالم فقد كانت هي القسطنطينية عاصمة الامبراطورية الرومانية ثم البيزنطية بعد ذلك ثم أصبحت عاصمة الدولة العثمانية من عام 857ه الموافق 1453ه وحتى عام 1341ه - 1922م وعرفت باسم الاستانة. أصبحت العاصمة أنقرة في عام 1342ه/1923م وذلك مع مولد الجمهورية التركية إلاّ ان اسطنبول ظلت أهم مركز للتجارة والصناعة والثقافة ويزورها السائحون للتمتع بأسواقها ومتاحفها ولعل أهم مايميزها جوامعها ذات الشهرة العالمية وان أول ما يشد الزائر إلى تركيا عند نزوله بمطار اتاتورك التنظيم والتعامل الحضاري للأتراك موظفي المطار ومرافقه. والتجول في شوارع اسطنبول يجذب السائح إلى مناظر المساجد الخلابة المبنية على الطراز العثماني والموزعة في أماكن أغلبها مرتفعة تعطي نكهة جميلة للتاريخ العريق لتركيا وحين التجوال في اسطنبول يلفت الأنظار ذلك الحي الشهير في اسطنبول الذي هو حي (تكسيم) الذي يمتاز بأكثرية الفنادق التي ينزل بها الأجانب والزوار في هذا الحي سوف يمر بجانبك جنسيات ربما لم يسبق ان سمعت عنها أما عن أجواء اسطنبول الصيفية لا تجعل لك فرصة بالنوم كثيراً لأنه لابد من التجوال في اسطنبول القديمة "القسطينية سابقاً" لترى فيها زحمة الأزقة من شتى الجنسيات. والأهم من ذلك ان لايفوت زائر اسطنبول زيارة متحف (توب كابي سراي) وهو من أجمل المتاحف ويعني (قصر السلاطين) وهذا المتحف قد لا يكفيه يوم كامل وأبوابه تفتح من الثامنة حتى الخامسة مساء. ففيه يشاهد السياح مقتنيات العثمانيين من ملابس وأواني ومجوهرات وكتب وذكريات وكذلك أيضاً أول مصحف كتب في الإسلام (مصحف عثمان بن عفان) كما يوجد فيه سيف الرسول صلى الله عليه وسلم وسيوف الصحابة أبو بكر وعمر وعلي وأبو جعفر وحمزة وابن الوليد. وعصا موسى وعمامة داوود عليهم السلام وشعرات للرسول عليه الصلاة والسلام محفوظة وكذلك ضرسه ونعله. وكما يوجد بعض من مقتنيات الكعبة المشرفة والمسجد النبوي. ايا صوفيا وقبل الدخول للمعرض يمكن الزائر ان يستأجر جهازا بحجم الريموت كنترول وهذا الجهاز بمثابة المرشد السياحي يعطي الزائر نبذة عن كل ما في المعرض وهو بعدة لغات ليس للعربية فيها نصيب.. وبجانب هذا القصر على بعد خطوات تقع كنيسة (ايا صوفيا) الكنيسة التي دخلها محمد الفاتح وصلى فيها فأصبحت مسجداً ويشد الداخل لهذه الكنيسة تجاور الآيات القرآنية المكتوبة على جدرانها واسم النبي عليه الصلاة والسلام وأسماء الخلفاء الأربعة إلى جانب الصليب وصور للعذراء مريم عليها السلام بها مكان لتعليم القرآن والحديث ولم يكن هناك تعديل في شكل الكنيسة لتأخذ شكل المساجد بل بقيت كما هي تقام فيها الصلوات مشاهدة هذه المناظر لم تدع بداً لزائر مثلي من التساؤل عن أي تسامح كان في عهد الفاتح ومن لحقه من خلفاء. والكنيسة أو المتحف (ايا صوفيا) لديه أربعة مناور تراها من مناطق مختلفة من اسطنبول ويقابل المسجد على بعد خطوات أيضاً المسجد الأزرق (مسجد سلطان أحمد) ويأخذ الشكل العمراني لايا صوفيا غير ان له ستة مناور. والجميل هنا أنه أثناء الليل يمكن التجول في شارع الاستقلال حيث المقاهي ذات الطوابع المختلفة والمتنوعة الحديثة والتاريخية. كما يوجد (قصر دولما باشا) هو أيضاً أحد المتاحف والعسكري التركي كالتمثال الذي لا يتحرك فيه طرف حتى انهاء فترته وهذا القصر ليس ببعيد عن حي تكسيم. وتوجد في اسطنبول كازينوهات سياحية راقية لقضاء سهرات جميلة حيث يتم مشاهدة العروض التقليدية للأتراك والغناء التركي وبعض الفنون المختلفة والرقص الشرقي وتقدم أثناءها أنواع من الأطعمة والمشروبات المختلفة. ومن المعروف ان اسطنبول تعتبر جنة المتسوقين فأسواقها الحديثة والقديمة تعرض بها العديد من المنسوجات والأقمشة والألبسة والجلديات. ومن أهم الأسواق وأشهرها في اسطنبول سوق (جراند بزار) وهو أحد أهم الأسواق التاريخية في المدينة كما يوجد كذلك سوق (عثمان باشا) أحد الأسواق التي يجب ان لا يغفلها الزائر وعن تقسيم مدينة اسطنبول فهي تنقسم إلي جزأين أحدهما يقع في قارة أوروبا والآخر في آسيا ويربط بينهما جسران معلقان جسر اتاتورك وجسر محمد الفاتح حيث المنظر الساحر الجميل خصوصاً في وقت الغروب. ومطاعم اسطنبول غنية عن التعريف فهي تقدم أشهى المأكولات كما هو معروف فقد اشتهرت بكبابها ومشوياتها وأسماكها الشهية. وهناك الرحلات البحرية إلى جزر الأميرات قبيل الغروب ورؤية القصور المترامية على حدود خليج البوسفور والاستمتاع بمنظر البحر وما يحيطه من جمال طبيعة ويستطيع المسافر التوجه إلى مدينة (يالوا) بالعبارة بزمن وقدره 40دقيقة حيث يوجد بها الحمامات المعدنية ومن ثم التوجه إلى مدينة (بورصة) على بعد ساعة بالسيارة. أما عن السياح على تركيا وأعدادهم فإنها تستقبل سنوياً أكثر من ثلاثة وعشرين مليون سائح من مختلف الجنسيات.