بعد خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إعلان بدء معركة حلب، هزت أربعة انفجارات متتالية يفصل بين كل منها 10 دقائق، منطقة القاع على الحدود اللبنانية - السورية، ما أدى إلى سقوط تسعة قتلى و15 جريحا. وكان الانتحاري الأول فجر نفسه بعد صلاة الفجر باستخدام حزام ناسف، ثم وقع الانفجار الثاني عند تجمع الأهالي في موقع التفجير الأول، بينما هز المكان ذاته التفجير الثالث بعد وصول سيارة الإسعاف. وكان الانفجار الرابع عبارة عن رمي عبوة ناسفة وسط المارة على الطريق. واعتقلت القوى الأمنية أحد الانتحاريين في بلدة القاع الواقعة في محافظة البقاع، بعد تغييره ملابسه، ومحاولة الهرب والتواري في الغابات. وقالت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني إن نتيجة الكشف الذي أجراه الخبراء العسكريون على مواقع التفجيرات، أوضحت أن زنة كل حزام ناسف من الأحزمة الأربعة التي استخدمها الإرهابيون، تبلغ كيلوجرامين من المواد المتفجرة والكرات الحديدية". تساؤلات ملحة وسط مخاوف من تصاعد حدة التفجيرات في لبنان، برزت تساؤلات عن سر توقيت ومكان الانفجارات الأربعة التي وقعت بعد صلاة الفجر، في منطقة تعرف بتأييدها لحزب الله، وتحديدا بعد أيام قليلة من الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أعلن عدم خروجه من سورية. وجاءت التفجيرات أيضا بعد حرب كلامية اشتعلت بين حزب الله وتيار المستقبل، بعد أن اتهم رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري الحزب بأخذ لبنان إلى المجهول، جراء مشاركته في الحرب السورية ورفضه انتخاب رئيس للجمهورية. وقال رئيس الوزراء، تمام سلام، "الوقائع التي كشفتها جريمة القاع تظهر طبيعة المخططات الشريرة التي تُرسَم للبنان وحجم المخاطر التي تحدق بالبلاد في هذه المرحلة الصعبة". مخططات شريرة دعا النائب في البرلمان اللبناني وليد جنبلاط إلى انتخاب رئيس للجمهورية من أجل تحصين الداخل اللبناني مما سماه "عاصفة الإرهاب" التي تضرب الحدود اللبنانية. كما أكد رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع أن "القاع لم تكن مستهدفة بل كان يوجد فيها انتحاريون يختبئون بانتظار أحد أو سيارة تُقلهم إلى مكان آخر داخل لبنان، وعندما شعر أهالي المدينة بحركة غريبة أقدم الانتحاريون على تفجير أحزمتهم الناسفة". وأبدى تخوفه من إصرار حزب الله على المشاركة في الحرب السورية قائلا "ترى كافة التنظيمات المعارضة في سورية، أن حزب الله يقاتل في عقر داره، ومن الواضح أن الأولوية في مشروع الحزب ليست لبنان، وها نحن نشهد نتيجة أفعاله بتفجيرات القاع وغيرها". ثغرات أمنية قال المحلل السياسي، جورج شاهين، في تصريح إلى "الوطن" إن الانتحاريين الأربعة دخلوا من ثغرة تابعة لحزب الله في مشاريع القاع، حيث لا يوجد أي انتشار للجيش، مستبعدا أن تكون مراكز تجمع شاحنات الجيش هي الهدف، معربا عن تأييده لمطالبات أهالي القاع بأن تعتبر مشاريع القاع امتدادا لمنطقة عرسال، فيمسك الجيش اللبناني بزمام الأمن فيها بدلا من حزب الله. وحذر شاهين من مراكز تجمع النازحين السوريين في المخيمات التي وصفها بأنها شديدة الخطورة، وقال "يوجد في هذه المخيمات أهالي المقاتلين في جرود عرسال، الذين يأتون من وقت إلى آخر لزيارة أقاربهم بعد أن منعهم حزب الله من العودة إلى بيوتهم في بلدات يبرود والقصير والطفيل الواقعة وراء الحدود، ولذا يجب أن نراقب الخطر الخارج من هذه المخيمات". تجاوزات مذهبية التدخل في سورية الاعتداء على اللاجئين منع انتخابات الرئاسة تنفيذ أجندة إيران تعطيل الدستور تكريس الطائفية تشويه عروبة لبنان