شهد اليوم الثالث من زيارة ولي ولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، نشاطا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا، حيث ركزت لقاءاته مع عدد من المسؤولين الأميركيين على الأزمة السورية والوضع في اليمن وليبيا وإيران. البداية كانت من الكونجرس الأميركي، حيث التقى الأمير محمد عددا كبيرا من قادة وأعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في اجتماعات مغلقة. فقد اجتمع مع رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، وتمت مناقشة التعاون القائم بين البلدين، في عدد من المجالات المشتركة، والسبل الكفيلة بتطويره، إلى جانب جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل، كما اجتمع ولي ولي العهد مع زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي. وكذلك عقد ولي ولي العهد عددا من الاجتماعات الثنائية والموسعة مع رؤساء وأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب في مختلف اللجان، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان برؤساء وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة القضاء في مجلس النواب، وجرى خلال اللقاءات تبادل الآراء حول تطوير التعاون بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة في عدد من الجوانب السياسية والأمنية. وركز الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه المسؤولين التشريعيين بالولاياتالمتحدة على الأنشطة الإيرانية السالبة في المنطقة، التي تزعزع استقرار دول الشرق الأوسط، وكذلك قضية الصفحات الثمانية والعشرين التي قالت مصادر إعلامية إن لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر قد حجبتها، إلا أن مسؤولين نافذين في الكونجرس أكدوا أنها لا تتضمن أي إدانة مزعومة للسعودية، وأن اللجنة رأت أنها تحتوي على معلومات سرية. وفد رفيع المستوى وكان الأمير محمد بن سلمان وصل إلى الولاياتالمتحدة، على رأس وفد رسمي يضم وزير المالية إبراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد آل الشيخ، ووزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان. كما يضم الوفد المرافق، رئيس الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب، والمستشار في أمانة مجلس الوزراء محمد الجاسر، والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى، والمستشار في الديوان الملكي محمد الحلوة، والمستشار في الديوان الملكي رأفت بن عبدالله الصباغ، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن فياض الرويلي. ومن المتوقع أن يجتمع الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم ووزير الدفاع آشتون كارتر. وبعد واشنطن، ستشمل الزيارة محطات في نيويورك وكاليفورنيا للدلالة على البعد الإستراتيجي والاقتصادي لها وعدم اقتصارها على الشق السياسي. دور مهم قال ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر: "أنا اليوم في بلد حليف لنا، في وقت حساس جدا، في منطقة نحن نعيش فيها اليوم مخاطر كثيرة جدا، سواء من عدم استقرار بعض الدول، أو التدخل في شؤون بعض الدول، أو الإرهاب". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها اليوم، لديهم دور مهم جدا لمجابهة هذه المخاطر التي قد تؤثر على العالم بشكل عام، ونحن نعمل بجد لمجابهة هذه المشاكل". شراكات وثيقة ومتينة أكد السيناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس توم كوتن عمق التعاون والشراكة الوثيقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات. وقال كوتن في بيان أصدره عقب زيارة ولي ولي العهد إلى الكونجرس "أقدر التبادل المثمر والصريح لوجهات النظر مع ولي ولي العهد السعودي، الذي يعكس الشراكة الوثيقة وطويلة الأمد بين بلدينا، وكان تركيز الرئيس أوباما واضحا خلال الفترة الماضية على المصالح الأمنية المتبادلة، بما في ذلك جهود مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة وداعش والتهديد الذي يشكله العدوان الإيراني في سورية والعراق واليمن والشرق الأوسط". وأضاف "تطرقنا في النقاش أيضا للقضايا الاقتصادية، بما في ذلك رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وهي المبادرة الواعدة التي أشرف على إعدادها ولي ولي العهد التي ستؤدي إلى تنويع وتنمية الاقتصاد السعودي في القرن الحادي والعشرين وفي السنوات المقبلة". وشدد السيناتور كوتن على أن المصالح المشتركة للبلدين سوف تستمر لمواجهة التحديات السابقة واغتنام الفرص الجديدة، معبرا عن تطلعه للعمل مع المملكة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين، وبناء عالم يسوده السلام والرخاء.
اعتراف بريادة المملكة التقى ولي ولي العهد في بداية زيارته وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، واستعرض معه العلاقات الإستراتيجية والتعاون والشراكة التاريخية، وركزت الاجتماعات أيضا على الملفات الإقليمية الساخنة، خصوصا اليمن وسورية والعراق ومحاربة "داعش"، والتي كانت حاضرة أيضا في لقاءات الأمير محمد بن سلمان بقادة الاستخبارات الأميركية. وكانت الخارجية الأميركية قد أشادت بالدور السعودي الرائد في معالجة الأزمة السورية، والتعاون مع الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي إن المملكة عضو مؤسس في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وأضاف "لولا الدور السعودي لما وجدت المجموعة الدولية لدعم سورية التي تضم نحو 20 دولة، وتسعى لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري، والسعوديون يشاطروننا بواعث القلق بشأن محاولة التوصل إلى عملية انتقالية وتشكيل حكومة في سورية لا يرأسها بشار الأسد". وتابع "بصراحة تامة، كان السعوديون روادا في مساعدتنا للوصول إلى هذه النتيجة، ونحن لدينا طريق طويل لنقطعه". زيارة حساسة ومهمة رحب الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات السعودية الأميركية، الدكتور جون أنتوني، بولي ولي العهد في زيارته الحالية للولايات المتحدة، مبينا أنها تأتي في وقت مهم وحساس على ضوء ما يشهده العالم من أحداث وتغيرات خاصة في المنطقة العربية. وأشاد أنتوني بالدور البناء والتنسيق المشترك القائم بين المملكة والولاياتالمتحدة تجاه معالجة العديد من الملفات على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والإرهابيين، لما فيه مصلحة للبلدين، والعالم أجمع. ولفت الانتباه إلى أهمية النظر بتمعن لمسألة الحملات المناهضة للمسلمين والثقافة العربية، والمبادئ الإسلامية السمحة من بعض الجهات المضللة، والتصدي لها. ونوه الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات السعودية الأميركية بأهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطون وتوسيعها في مختلف المجالات، والحفاظ عليها وإدامتها لتحقيق المنفعة المتبادلة بين البلدين والشعبين. تأكيد براءة المملكة كان ولي ولي العهد السعودي التقى الثلاثاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي. آي. إيه" CIA جون برينان، ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، في فرجينيا، حيث بحث معهما ملف الإرهاب والتعاون الأمني والاستخباراتي. وكان برينان وصف، في تصريحات إعلامية العلاقات مع السعودية بأنها "الأفضل خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب". وأشار إلى الجزء الذي تم حجبه من تقرير لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر وعدده 28 صفحة "كان بغرض إجراء مراجعة أولية من أجل وضع صورة كاملة وجمع المعلومات لكشف من كان وراء هذه الهجمات، وبعد ذلك، قام المحققون بالتدقيق في ادعاءات تشير إلى أن الحكومة السعودية ضالعة، واتضح لاحقا حسب نتائج التقرير أنه لا توجد أي أدلة تشير إلى تورط الحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة أو مسؤولين سعوديين كبار في اعتداءات 11 سبتمبر"، مشيرا إلى أنه يؤيد نشر الجزء المحجوب، لكي يرى الجميع بالأدلة أن الحكومة السعودية غير متورطة. وتأتي أهمية الزيارة في كونها تأكيدا لرغبة الرياض في حل أزمات المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية والوضع اليمني، وشرح مشروعها التنموي الضخم والمتمثل برؤية 2030، وأداته التنفيذية الرئيسة المتمثلة بالتحول الوطني 2020 أمام كبار المستثمرين الأميركيين.
تنشيط التبادل التجاري على الصعيد التجاري، التقى الأمير محمد بن سلمان في مقر إقامته بواشنطن وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر، وجرى خلال اللقاء بحث المجالات التجارية، وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وأبدت الوزيرة اهتماما كبيرا ب"رؤية المملكة 2030" و"برنامج التحول الوطني 2020"، مشيدة بما تضمنته الرؤية، مؤكدة أنها احتوت على العديد من العناصر الإيجابية التي يمكنها أن تؤدي إلى إحداث نهضة جديدة في الاقتصاد السعودي، وأشادت بشكل خاص ببرامج تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمدخل وحيد. وأضافت الوزيرة الأميركية أن رؤية المملكة جذبت انتباه كل الكيانات والمؤسسات الاقتصادية، نظرا للمكانة الكبيرة والرائدة التي تتمتع بها المملكة، على المستويين السياسي والاقتصادي، وأن أي تغير فيها سينعكس بصورة مباشرة على بقية دولة المنطقة.
مرحلة جديدة من العلاقات شدد مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات السعودية الأميركية "سابراك"، سلمان الأنصاري، على أهمية الزيارة الحالية التي يقوم بها ولي ولي العهد وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، للولايات المتحدة، مبينًا أنها تعزز متانة العلاقات بين الرياضوواشنطن، التي ترتكز على ثوابت تاريخية متينة. وقال الأنصاري في تصريحات صحفية، إن تاريخ هذه العلاقة المهمة استمرت في تطورها على مدى ثمانية عقود مضت، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي قرأ المشهد الإقليمي والعالمي مبكراً، وأعاد صياغته وفقاً للمصالح الوطنية والمصالح المشتركة للبلدين الحليفين الداعمين لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. وأوضح أن الزيارة تحمل توجهاً جديداً في تعزيز العلاقات بين البلدين تعبر عن مضامينه رؤية المملكة 2030 ، وتفاصيل برنامج التحول الوطني 2020 الذي رسم إستراتيجيته مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسته، في خطوة وصفت بأنها مرحلة نوعية في التحول الاقتصادي في المملكة التي تملك ثروات هائلة يمكن استثمارها، وتعد عامل جذب للمستثمرين والشركات الأميركية للمشاركة فيها عبر مشروعات اقتصادية تعود بالنفع على تنمية ثروات هذه الشركات، وتعزيز مصالح البلدين الصديقين. وبين أن المسؤولين الأميركيين يُدركون الجهود الدولية التي تقوم بها المملكة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم.