فيما يواصل المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساعيه لوضع حد للأزمة في البلاد، أكد عضو مشارك في المشاورات التي تستضيفها الكويت، أن الطموح السياسي للانقلابيين يشكل أكبر عائق يحول دون التوصل للاتفاق الشامل. وقال المصدر - الذي رفض الكشف عن هويته - في إفادة إلى "الوطن" إن الانقلابيين يتشبثون بتشكيل حكومة انتقالية يشاركون فيها، قبل تنفيذ بقية بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يشكل أساس انطلاق المفاوضات، وقال "الطموح غير المشروع للانقلابيين، وتشبثهم بشرعنة انقلابهم، والحصول على اعتراف دولي، والرغبة المحمومة للمشاركة في السلطة هي آخر العقبات التي تقف أمام الاتفاق الشامل. ومن العجيب أن الانقلابيين تظاهروا قبل فترة، بسبب تزايد الضغوط التي مارستها عليهم الوساطة وسفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن، بتجاوز قضية تشكيل الحكومة الانتقالية، وانخرطوا في مناقشة بقية البنود، كما وردت حسب ترتيبها في القرار الأممي، وبعد أن اقتربت الوساطة الدولية من صياغة وثيقة الاتفاق الشامل، عاد الانقلابيون من جديد إلى النقطة الأولى، وطالبوا مرة أخرى بتشكيل الحكومة الجديدة". التعامل بالقطعة أضاف المصدر "النهج التفاوضي لوفد الميليشيات الانقلابية يعتمد على نسف المفاوضات، وإلغاء التقدم الذي يتم تحقيقه، عبر التراجع عن كافة الالتزامات السابقة، والعودة إلى نقاط الخلاف الأساسية، وهو منهج تدميري يهدف إلى إضاعة الوقت، وإصابة الطرف الآخر بالإحباط، لذلك يتوجب على المبعوث الدولي وفريقه، ممارسة أشد أنواع الضغوط عليهم، والتعامل معهم بمبدأ القطعة، بحيث يتم توثيق كل ما يتم التوافق عليه، قبل الانتقال إلى مناقشة بند جديد، وبذلك يمكن تحقيق تقدم ملموس، يؤدي في النهاية إلى إنجاز ملموس. أما التعامل معهم بمرونة ولين فإنه يشجعهم على التمادي أكثر في التسويف والمماطلة وإضاعة الوقت، وهذا هو أسلوبهم خلال جولات التفاوض السابقة في جنيف. والسبب الرئيسي في ذلك هو أنهم لا يملكون قرارهم، وليس بأيديهم إقرار اتفاق السلام، حيث يتلقون تعليماتهم من إيران، التي تقف على كل صغيرة وكبيرة في مسار المفاوضات". التلويح بالخيار العسكري طالب القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب، سليم سلطان، بالتركيز على الخيار العسكري، وعدم إهماله أو تجاوزه، مشيرا إلى أنه الوحيد الذي يرغم الميليشيات على التعاطي الإيجابي مع المفاوضات، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية يقفون على أتم استعداد لاستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، وهم قادرون بإذن الله على وضع حد للأزمة، في وقت وجيز، لا سيما أن المتمردين يعيشون في الوقت الراهن في أضعف حالاتهم، لذلك فإن مجرد التلويح بالعودة لخيار الحسم العسكري كفيل بتوجيه رسالة حازمة لهم، ويرغمهم على التجاوب مع الجهود الدولية. فهم عبارة عن جماعة انقلابية مجرمة، لا تلقي بالا لمعاناة اليمنيين، ولا تكترث لمصير الوطن الذي يواجه شبح الانهيار الاقتصادي بسبب سياساتهم الخاطئة، وعلى المجتمع الدولي التعامل معهم على هذا الأساس".