ما إن وصل وفد الانقلابيين الحوثيين إلى الكويت حتى بدأ في محاولات إفشالها قبل أن تبدأ، حيث أعلن صباح أمس، تحفظه على النقاط الخمس، التي أعلن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، مساء الخميس، أن محادثات الكويت اليمنية ستنطلق منها. ونقلت قناة المسير التابعة للحوثيين، إن الوفد الانقلابي الذي يضم إلى جانبهم وفد المخلوع علي عبدالله صالح، أكد تمسكه بوقف إطلاق النار قبل بدء أي نقاش في جلسة المشاورات المباشرة مع الوفد الحكومي، أمس. وأضافت أن الوفد رفض في الجلسة المغلقة التي أعقبت الجلسة الافتتاحية، مساء أول من أمس، أي نقاش قبل وقف إطلاق النار، ويتمسك بذلك في الوقت الحالي. وقالت القناة إن وفد الحوثيين وصالح أبلغوا ولد الشيخ بأنهم لم يأتوا لتسليم سلاحهم ومصيرهم للحكومة الشرعية. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد قال إن "محادثات السلام اليمنية التي انطلقت مساء أمس الخميس في دولة الكويت، بعد تأخر ثلاثة أيام، ستنطلق في أعمالها من النقاط الخمس والقرار الأممي 2216". وتنص النقاط الخمس على "الاتفاق على إجراءات أمنية انتقالية، وانسحاب المجموعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، وإعادة مؤسسات الدولة، واستئناف حوار سياسي جامع، وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين". ويتمسك وفد الحكومة الشرعية بتلك البنود، على اعتبار أنها الأساس الحقيقي للمفاوضات والذي أعلن الحوثيون موافقتهم عليه، قبل الدعوة إلى اجتماعات الكويت، مشيرا إلى أن الرغبة في تغيير هذه الأجندة تعني محاولة نسف المفاوضات من أساسها. أسس الحوار - الاتفاق على إجراءات أمنية انتقالية - انسحاب المجموعات المسلحة - تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة - إعادة مؤسسات الدولة - استئناف حوار سياسي جامع - إنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين التمرد يمطر تعز بالقذائف والصواريخ شنت قوات الانقلابيين الحوثيين وميليشيا المخلوع، علي عبدالله صالح، أمس قصفا عشوائيا عنيفا على عدد من الأحياء السكنية في مدينة تعز، قبيل ساعات معدودة من بدء جلسات الحوار المباشر بينها وبين وفد الشرعية في الكويت، وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن القصف الأخير يعتبر الأشد قسوة على المدينة خلال الفترة الماضية، حيث استخدمت فيه المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، بصورة متواصلة لعدة ساعات، مما أسفر عن مصرع امرأة وطفلين، وإصابة عدد آخر جرى نقله إلى المستشفيات. أجندة خاصة أفاد المركز بأن الانقلابيين حاولوا استغلال ساعات الليل لتنفيذ ضربات مكثفة باتجاه الجبهات والأحياء السكنية، مما أثار حالة من الرعب والفزع والخوف في صفوف المدنيين. وأضاف أن عناصر المقاومة ظلوا في حالة استعداد كامل خلال الأيام الماضية، توقعا لمحاولة توغل جديدة يقوم بها المتمردون، للسيطرة على مناطق جديدة بهدف رفع سقفهم التفاوضي قبيل انطلاق المفاوضات. تابع المركز بالقول إن الانقلابيين استهدفت بالقصف الأخير الذي تم أمس الجبهات الشرقية والشمالية والغربية في تعز، مشيرا إلى أن هذه الهجمات جاءت بغرض السيطرة على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني الذين أفشلوا كذلك محاولة حوثية للتقدم باتجاه مناطق تسيطر عليها المقاومة، إلا أن الأخيرة تصدت لهم وأرغمتهم على التراجع، بعد أن كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، تمثلت في مقتل 12 مسلحا وإصابة 14 آخرين، كما أسر الثوار أربعة قناصة كانوا يستهدفون المدنيين ويتمركزون فوق أسطح بعض المباني، إضافة إلى استيلائهم على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة، وإعطاب ثلاثة أطقم عسكرية ومدفع بي 50. تعزيز العمل العسكري أشار القيادي في المقاومة الشعبية بتعز، علي الزيادي، إلى أن تكثيف الانقلابيين للقصف على تعز في هذا التوقيت مع بدء انطلاق مفاوضات الكويت يكشف نواياهم الحقيقية، وعدم رغبتهم في تحقيق السلام، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "المتمردون الحوثيون يحاولون كسب الزمن، ولا يرغبون في السلام، لذلك كثفوا قصفهم على المدنيين في تعز، وتلك إشارة تؤكد مساعيهم لاستغلال الهدنة العسكرية التي التزمت بها القوات الموالية للشرعية لتعزيز وضعهم العسكري على الأرض، لذلك نطالب المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي بالانتباه لهذه المحاولات، وتكثيف العمل العسكري، بحيث توجه كافة الجهود لحسمهم والقضاء عليهم تماما، إذا ما فشلت مفاوضات الكويت".