فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة أمس انطلاق عملية تحرير محافظة الأنبار العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، طالبت الحكومة المحلية ومفوضية حقوق الإنسان في العراق القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، بإبعاد المدنيين عن مناطق القتال وتوفير ملاذات آمنة لإيواء آلاف النازحين المتوقع خروجهم من مناطق سكنهم. وفي هذا السياق قال محافظ الأنبار صهيب الراوي ل"الوطن " إن الحكومة المحلية في الأنبار اتفقت مع القوات الأمنية على توفير ممرات آمنة لخروج المدنيين وتم فتح جسر الفلاحات غربي قضاء الفلوجة لكي تتمكن الأسر من العبور من خلال هذا المنفذ للوصول إلى أماكن آمنة، ونحن نسعى بكل جد لتوفير مواقع إيواء للعائلات التي تخرج من مناطق القتال. وأكدت خلية الإعلام الحربي في وزارة الدفاع أن القوات الأمنية استعادت القرى الواقعة بين ناظمي الثرثار والتقسيم شمالي الفلوجة وقرية الطراح الشرقية والمحور المؤدي إلى منطقة كريمش الغربية ومجموعة المخازن، وصولا إلى المناطق الزراعية المحيطة بالمنطقة. مشيرة إلى أن الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع فرقة التدخل السريع الأولى تمكن من قصف عدد من أهداف داعش في الفلوجة وبمحيطها، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم. وبينما دعت حكومة الأنبار أهالي قضاء الفلوجة شرقي الرمادي إلى الخروج من المدينة والتوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية، طالب النائب محمد الكربولي عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وزير الدفاع خالد العبيدي بأن يشرف ميدانيا على عمليات تحرير الفلوجة. وقال إن المسؤولية المهنية والدستورية تستوجب وجود وزير الدفاع مع المقاتلين في خطوط المواجهة مع عصابات داعش وقيادة جحافل التحرير وذلك لغرض إيصال رسالة إلى أبناء المدن المحتلة في نينوى والرمادي بأن ممثليهم في الحكومة هم من يقودوا عمليات تحريرها. من ناحيتها، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الحكومة الاتحادية والقوات الأمنية بحماية المدنيين في أي مدينة تقوم بمهاجمتها، مشيرة إلى أن داعش اتخذ المدنيين دروعا وسواتر ومنع خروجهم من المدينة. وقال عضو المفوضية مسرور أسود، إن تقديرات المفوضية لأعداد النازحين بلغت نحو 700 أسرة توجهت إلى قضاء الخالدية وقاعدة الحبانية. وفي الوقت الذي تبنى تنظيم داعش تنفيذ تفجيرات استهدفت مناطق متفرقة من العاصمة بغداد مساء أول من أمس أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى أكد مجلس الوزراء العراقي العزم على تحرير جميع الأراضي، موجها القوات الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ أرواح وممتلكات المواطنين. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع أمس تسلم أربع مقاتلات حربية من طراز "إف 16"، هي الدفعة الأولى من اتفاق مبرم منذ أعوام مع واشنطن، فيما يشكل تعزيزا للقوة الجوية العراقية المحدودة في خضم الحرب ضد المتطرفين.