لم يشفع ارتفاع الطلب على الأغنام في الفترة الماضية لأسعار المواشي بأن تعود إلى وضعها السابق، وذلك بعد أن شهد الأسبوع الماضي سحبا استهلاكيا كبيرا على الخرفان والماعز استعدادا لموسم رمضان. وكشف تاجر المواشي ومدير مجموعة مكافحة أسعار الغلاء سعود الهفتاء أن أسعار الأغنام ما زالت منخفضة بنسبة 50 % عن أعلى سعر وصلت إليه منذ نحو موسمين، مشيرا إلى عدة عوامل أسهمت في ذلك الانخفاض. انخفاض الأسعار بين الهفتاء أن الأسعار الحقيقية للمواشي تصل إلى 800 ريال للخروف مثالي الحجم والعمر والذي كان يبلغ سعره ال1600 ريال، و550 ريالا للماعز "التيوس" الذي كان يتجاوز سعره ال1000 ريال، مؤكدا أن الأيام الأخيرة شهدت سحب أعداد كبيرة من قبل الموزعين الأخيرين للمواشي، ولكن دون ارتفاع يذكر في الأسعار. وشدد الهفتاء على أن الارتفاع الموجود لدى بعض تجار التجزئة للأغنام يعود إلى تتبع الشائعات التي تروج في المجالس وفي الإعلام حول ارتفاع في أسعار الأغنام قبل رمضان، وتصديق الزبائن تلك الشائعات والشراء على أثر ذلك بأسعار مرتفعة، مضيفا أن أعلى سعر للأغنام قد يصل إلى 1150 ريالا، وذلك للخروف الجذع الذي يذبح في العقائق والأضحية. مواش مستوردة أشار الهفتاء إلى أن الانخفاض الكبير الذي تشهده أسعار الأغنام حاليا يعود لعدة أسباب أبرزها رفع الدعم عن الأعلاف والاتجاه للأعلاف المركبة، وكذلك انخفاض الطلب في ظل العرض الكبير، لافتا إلى أن آخر إحصائية كشفت عن وجود نحو 16 مليون رأس من الأغنام حاليا مع دخول مواش مستوردة بالملايين خلال موسمي رمضان والحج، وآخر ما سيتم استيراده هو نحو 880 ألف رأس من البربري المستورد من الصومال، والذي سيدخل للسوق السعودية بعد رمضان، بأسعار قد تصل إلى نحو 450 ريالا للمستهلك الأخير. وأضاف أن مربي المواشي مهددون بالإفلاس إذا ما استمر الوضع كما هو عليه حاليا، مشيرا إلى 10 ملايين رأس من الأغنام تكفي السوق السعودية حاليا، خاصة في ظل أزمة الشراء التي يواجهها مربو الأغنام والمنتجون للأنواع "الحري، والنجدي، والنعيمي".