خابت توقعات المستهلكين من انخفاض أسعار المواشي بالأحساء خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، حيث ما زالت الأسعار تواصل ارتفاعها منذ حلول شهر رمضان المبارك، بينما تشهد أسواق المواشي حركة شرائية قوية، في ظل ازدياد حجم الطلب على اللحوم والذبائح في مثل هذا الوقت من كل عام، وقد توقع متعاملون في السوق أن تستمر ارتفاعات الأسعار إلى ما بعد عيد الفطر المبارك بسبب الإقبال المتزايد من قبل المواطنين على الشراء، ولفت متعاملون في تجارة المواشي إلى أن هذه الزيادة معقولة، معتبرين رمضان من المواسم المهمة خصوصاً في أيامه الأولى.. إلى ذلك أكد مواطنون أن هناك استغلالاً كبيراً للمستهلك، نظراً لاعتماد المجتمع السعودي على اللحوم الحمراء التي تعتبر أحد المكونات الأساسية في المائدة الرمضانية، مطالبين برقابة مشدَّدة لضبط الأسعار. وقد كشفت جولة «اليوم» الميدانية عن ارتفاع ملحوظ في الأسعار، حيث تصدّر الخروف النجدي لائحة الأسعار صعوداً، بسعر وصل إلى1450 ريالاً، أما الخروف النعيمي السوري فتراوح سعره بين1300 و1400 ريال، فيما كان سعره قبل الإجازة الصيفية لا يتجاوز1050 ريالاً، كما ارتفع سعر الماعز العوارضي «بلدي» إلى قيمة تتراوح بين 700 و750 ريالاً، بعد أن كانت قيمته مستقرة على 650 ريالاً في الأيام التي سبقت شهر الخير، وقد قفز سعر الخروف الهرفي السوداني، الذي يجد إقبالاً كبيراً، من 900 ريال قبل رمضان إلى 1050 ريالاً للذبيحة التي تزن 13 كيلو جراماً، بينما وصل سعر السواكني السوداني للذبيحة التي يتراوح حجمها بين 20 و25 كيلو جراماً إلى 820 ريالاً، كما تراوح سعر الخروف العربي بين 900 و1000 ريال للذبيحة التي يكون وزنها بين 16 و19 كيلو جراماً. وقد أكد البائع عبدالرحمن الخالدي أن ارتفاع أسعار الأغنام تزامن مع العطلة الصيفية واستمر إلى شهر رمضان، مرجعاً أسباب تلك الطفرة السعرية إلى قلة الشعير وارتفاع قيمة الأعلاف الأخرى، كما اتهم العمالة الأجنبية بالتلاعب في الأسعار، مطالباً بمنع الأجانب من البيع إلا في ظل وجود الكفيل أثناء عملية البيع، لتفويت الفرصة على العامل الأجنبي الذي يرفع الأسعار، ويتوقع الخالدي أن تستمر الارتفاعات إلى عيد الفطر السعيد في ظل أزمة الشعير التي تشهدها أسواق الأحساء في هذه الفترة. من جانبه أكد المواطن راشد الخماس أن هناك استغلالاً للمواطن نظراً لاعتماد المجتمع السعودي على اللحوم الحمراء التي تعتبر أحد المكونات الأساسية في المائدة الرمضانية، إضافة إلى كثرة الإحسان في هذا الشهر الكريم من قبل المقتدرين وتوزيع اللحوم على المحتاجين والجيران والأقارب، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار مبالغ فيه ولا تتحمّله ميزانية المواطن البسيط، مطالباً برقابة شديدة من قبل الجهات المعنية التي ليس لها تواجد وحضور يومي لمتابعة ما يدور في أسواق المواشي. ويقول أبو سالم بائع مواشٍ: في الأعوام الماضية كانت أسعار المواشي في متناول الجميع، ومقبولة لدى معظم المستهلكين، أما في الفترة الأخيرة فقد شهدت الأسعار ارتفاعاً بسبب غلاء علف المواشي، وقلة الشعير وبالتالي ارتفاع أسعار البيع، هذا الأمر جعل كثيرين يتجهون إلى تربية الأغنام في المزارع لتفادي الوقوع في موجات الأسعار المرتفعة، وبالتالي تأمين احتياجاتهم من المواشي، في حين يقوم البعض بشرائها قبل رمضان بشهرين أو أكثر بأسعار جيدة، ومن ثم تربيتها واطعامها لتسمينها ولضمان جودة لحومها وطعمها المميّز الأطيب من المستوردة، إضافة إلى أن بعض المستهلكين اتجهوا إلى شراء بعض الأنواع المستوردة التي تكون أقل سعراً، مبيناً أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار نوعاً ما، إلا أنه ما زال حجم الطلبات متزايداً وبشكل مستمر على شراء الأغنام. أما المواطن عبدالله الفرج فقد أكد على أن هناك العديد من الباعة يستغل شهر رمضان لرفع الأسعار بصورة خيالية، متعللين بارتفاع الأعلاف ونقص الشعير، وهذه حجج واهية، وفي النهاية يرضخ المستهلك لتلك الأسعار النارية التي تكون فوق طاقته وقدرته المادية لعدم توافر أي خيارات أخرى أمامه، لعدم ممارسة جهة الاختصاص دورها الرقابي للتحكم بالأسعار وتضبطها، مضيفاً إنه ليس من المعقول تضاعف سعر الخرفان رغم توافر أعداد كبيرة في جميع الأسواق ومحلات بيع الأغنام، مشيراً إلى أنه سيتوقف عن شراء الخرفان بسبب ثمنها المرتفع، مؤكداً أنه سيخرج من السوق لكن دون ذبيحة.