في ظل مراوغتها وسعيها الحثيث لإفشال الحوارات القائمة في الكويت، لم تلتزم ميليشيات الحوثيين باتفاق وقف إطلاق النار المعلن مطلع الشهر الماضي، حيث تواصل خرق الاتفاقات والأعراف الدولية، ومارست انتهاكات عديدة بحق الناشطين الإعلاميين، الذين رفضوا الاستكانة لتهديداتهم، لتنشأ معارك أخرى، أطلق عليها الإعلاميون "معركة الأمعاء الخاوية". حيث اضطر عدد من الإعلاميين لمقابلة تلك الخروقات بالإضراب الذي بدأ بعشرة صحفيين يمنيين معتقلين في سجون الانقلابيين، في التاسع من الشهر الجاري، احتجاجاً على سوء المعاملة، وسرعان ما تزايد عدد الصحفيين المضربين، ليصل أول من أمس إلى 30 إعلاميا في سجون الحوثيين بصنعاء. كما شن عدد كببر من الإعلاميين والناشطين الاجتماعيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا فيها بإطلاق سراح كافة المختطفين من الصحفيين والحقوقيين. من جهته قال الصحفي بسام السياني في تصريحات إلى "الوطن" "زملائي الصحفيون يعانون من وضع مأساوي مع استمرار إضرابهم عن الطعام في السجون الحوثية، ومنذ عدة أيام تدهورت الحالة الصحية للزميل عبدالخالق عمران، حيث رفض السجانون نقله إلى المستشفى، مما تسبب في حالة من السخط بين أهالي الصحفيين والسجناء الآخرين تضامناً معهم". وعن دور نقابة الصحفيين اليمنيين أوضح السياني أن دور النقابة يقتصر فقط على المتابعة، مؤكدا على أن دورها لم يتجاوز بعد البيانات المنددة باستمرار اختطافهم، إضافة إلى حصول انتقادات من منظمات دولية، لكنها ليست على المستوى المطلوب. ودعا السياني زملاءه من الصحافيين في كل أنحاء العالم إلى التضامن معهم ورفع الظلم والتجاوزات عنهم، بسبب حرصهم على ممارسة دورهم الرقابي، والتمسك بقول كلمة الحرية التي أوقفت أيادي العبث الانقلابية، وأشار إلى أن الصحفيين اليمنيين يخوضون معركة حاسمة، يواجهون فيها خيار الموت، أو الحرية، مع رفضهم استخدامهم ورقة بيد الحوثيين للضغط على الحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة.