كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن الكيفية التي تعقبت من خلالها الولاياتالمتحدة زعيم حركة طالبان بأفغانستان، الملا أختر منصور، حتى تمكنت من قتله الأحد الماضي، وقالت إنه قتل بينما كان يعبر بسيارة إحدى المناطق بباكستان التي عادة ما تكون خارج نطاق المجال الجوي للطائرات بدون طيار الأميركية. وأضافت أن وكالات التجسس الأميركية ركزت على الملا منصور، بينما كان يزور عائلته في إيران، وأنها نصبت له فخا عند عودته عبر الحدود الباكستانية، موضحة أن هذه المنطقة كانت خارج نطاق عمل طائرات الاستطلاع بدون طيار، لكن الجهات الاستخبارية الإيرانية مكنتها من ملاحقة هدفها الذي كان في سيارة بيضاء من طراز تويوتا كورولا. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين مطلعين على العملية أن السيارة واصلت طريقها عبر إقليم بلوشستان في باكستان، ثم سرعان ما تولى الجيش الأميركي العملية، حيث انتظر المسؤولون اللحظة المناسبة لإرسال طائرات بدون طيار مجهزة بالصواريخ عبر الحدود الأفغانية كي تحقق المهمة باستهداف السيارة التي تقل الملا منصور دون غيرها. وأوضحت الصحيفة أن الطائرات بدون طيار تمكنت من هدفها قبل أن يصل إلى مدينة كويتا المزدحمة، حيث ستكون الغارة أكثر تعقيدا. وأضافت أن الكمين الذي نصبته الولاياتالمتحدة للملا أختر منصور يمثل لحظة حاسمة في سياسة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان، حيث إن مقتل زعيم طالبان يسهم في دفع عملية السلام في البلاد ويقلل الحاجة إلى تصعيد عسكري محتمل. رسالة لإسلام أباد وأضافت أن مقتل الملا منصور بغارة أميركية يبعث رسالة إلى باكستان مفادها بأنه يمكن للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات عسكرية على الأراضي الباكستانية إذا لزم الأمر ومن دون إنذار مسبق. وأضافت الصحيفة أن الرئيس أوباما هو من أصدر أوامره بشكل سري لاستهداف الملا منصور بالقصف، لافتة إلى أن المسؤولين الباكستانيين حاولوا الاتصال بالملا منصور، لكنهم شعروا بالإحباط لرفضه إرسال مندوبين عنه لإجراء مفاوضات مع الحكومة الأفغانية، ثم سرعان ما سرت معلومات مفادها بأن الملا منصور غادر باكستان، وأنه يقضي بعض الوقت في إيران. تحركات منصور ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين القول إن وكالات الاستخبارات الأميركية أمسكت بطرف الخيط من خلال هذه المعلومات التي مكنتها من متابعة تحركات الملا منصور، حتى أنها كانت ترصد وسائل الاتصالات التي كان يستخدمها. وأوضحت أنه عندما حان وقت تنفيذ المهمة، فسرعان ما انطلقت طائرات بدون طيار أميركية، متخذة طريقها بطيران منخفض فوق الجبال الأفغانية إلى باكستان، ومستغلة الفجوات التي لا يمكن لأجهزة الرادار الباكستانية رصدها. وأطلقت الطائرات بدون طيار صاروخين، على سيارة الملا منصور لينتهي الأمر في لحظات، ثم عادت أدراجها إلى أفغانستان. يذكر أن حركة طالبان الأفغانية عينت الأربعاء الماضي، هيبة الله أخونزاده نائب الملا أختر منصور، فيما دعت حكومة أفغانستان الزعيم الجديد لطالبان لإنهاء الحرب أو مواجهة عواقب وخيمة.