قال الرئيس التركي رجب إردوغان، إن مجلس الأمن الدولي، بحاجة إلى إصلاحات، كي يتمكن من القيام بوظائفه الأساسية، معربا عن أمله في أن تكون القمة العالمية للعمل الإنساني التي تعقد حاليا بمدينة إسطنبول، وسيلة لجلب السعادة للبشرية جمعاء. وأضاف في كلمته، أمس، "العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مجلس أمن دولي، يعمل وفق مبدأ العدالة والشفافية والسرعة، وهناك حاجة ملحة لإجراء إصلاح في المجلس، كي يستطيع القيام بوظائفه الأساسية، وسنستمر في دعم الجهود الرامية لتقييد استخدام الفيتو في المجلس على وجه الخصوص". وأكد إردوغان دعم تركيا لكل الالتزامات الأساسية الخمسة التي حددها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في إطار "خطة عمل من أجل الإنسانية" سيبحثها المؤتمر، وتتمثل في منع نشوء النزاعات وإنهائها، واحترام قواعد الحرب، والمساهمة في مساعدة كل محتاج، والعمل بأسلوب مختلف لإنهاء الفقر، والاستثمار في العمل الإنساني". وأشار الرئيس التركي، إلى عدم تلقي بلاده الدعم اللازم حيال المسؤولية الكبيرة التي تبنتها نيابة عن المجتمع الدولي، مضيفا أن تركيا البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين حسب أرقام الأممالمتحدة، وأنها تنتظر التوجه إلى نظام تقاسم أعباء أكثر عدلا من الآن فصاعدا. وكانت القمة العالمية للعمل الإنساني التي تنظمها الأممالمتحدة قد بدأت أعمالها أمس، بمشاركة قادة ورؤساء حكومات 60 دولة، فيما شاركت المملكة في القمة بوفد ترأسه وزير الخارجية، عادل الجبير.
الحاجة إلى مساعدات قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن الناس في جميع أنحاء العالم ينتظرون ما ستسفر عنه القمة، مشيرا إلى أن هناك حاليا حاجة غير مسبوقة للعمل الإنساني، مشيرا إلى وجود 130 مليون شخص في أنحاء العالم حاليا، يحتاجون للمساعدات الإنسانية، للبقاء على قيد الحياة، وأن الحاجة للمساعدات شهدت ارتفاعا بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. ولفت إلى أن جدول أعمال جلسات القمة، تم تحديده بعد استشارة 23 ألف شخص، من 50 دولة حول العالم، موضحا أن القمة ينتظر أن تتخذ قرارات في عدة مجالات، يأتي على رأسها فعل المزيد من أجل حل النزاعات، إذ إن 80 % من التمويل الإنساني يذهب إلى التعامل مع نتائج النزاعات، وكذلك حماية المدنيين الذين يتعرضون للهجمات بشكل غير مسبوق، إضافة إلى العمل على التوصل لحل قبل عام 2020 لجميع من اضطروا للنزوح عن ديارهم، وتخصيص المزيد من التمويل طويل الأمد لهم. العدل والأمل وتابع "نحن هنا من أجل العدل والأمل وبناء مستقبل مشترك. علينا أن نبدأ العمل فورا، ليس فقط من أجل مساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة، وإنما كذلك من أجل منحهم فرصة لحياة كريمة". يذكر أن القمة التي تعقد بمبادرة من الأممالمتحدة، وينظمها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، يشارك فيها إلى جانب 60 رئيساً ورئيس حكومة، أكثر من 6 آلاف من المسؤولين وممثلي الهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. ويأتي انعقاد القمة في وقت يتعرض فيه ملايين الأشخاص في أنحاء مختلفة حول العالم للتهجير من مناطقهم بسبب الصراعات وأعمال العنف، بينما يعاني 218 مليون شخص سنويا من الكوارث الطبيعية التي تتجاوز تكلفتها على الاقتصاد العالمي ثلاثمائة مليار دولار وفق إحصائيات أممية.